زيلينسكي يرد على ترامب: مستعدون لانتخابات أوكرانيا بشروط

زيلينسكي يرد على ترامب: مستعدون لانتخابات أوكرانيا بشروط

ديسمبر 9, 2025
8 mins read
زيلينسكي يبدي استعداده لإجراء انتخابات في أوكرانيا استجابة لضغوط ترامب، مشترطًا توفر ضمانات أمنية وتعديلات تشريعية في ظل الأحكام العرفية والحرب المستمرة.



في تطور لافت للمشهد السياسي الأوكراني، أبدى الرئيس فولوديمير زيلينسكي مرونة جديدة تجاه الدعوات لإجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا، معلنًا استعداده لتنظيم الاقتراع إذا توفرت الظروف الأمنية اللازمة. يأتي هذا الموقف كرد مباشر على الانتقادات الحادة التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اعتبر أن استمرار السلطة الحالية دون انتخابات يمس بشرعية النظام الديمقراطي في كييف.

تفاصيل السجال بين واشنطن وكييف

بدأت فصول هذا السجال بعد مقابلة أجراها ترامب مع موقع “بوليتيكو”، اتهم فيها القيادة الأوكرانية باستغلال الحرب كذريعة لتجنب الاحتكام إلى صناديق الاقتراع. وقال ترامب صراحة: “يتحدثون عن الديمقراطية، لكن الأمور بلغت حدًا لم يعد فيه النظام ديمقراطيًا”، مشيرًا إلى أن روسيا تمتلك الأفضلية في النزاع الحالي، ومنتقدًا زيلينسكي لعدم قراءته المقترحات الأمريكية الأخيرة بجدية.

وردًا على هذه الضغوط، صرح زيلينسكي للصحفيين عقب جولة أوروبية شملت لندن وبروكسل: “أنا مستعد للانتخابات”. وكشف أنه وجه نواب البرلمان الأوكراني لإعداد مقترحات تتعلق بتعديل الأسس التشريعية وقوانين الانتخاب لتتلاءم مع ظروف الأحكام العرفية، مؤكدًا عزمه إرسال المقترح المعدل للخطة الأمريكية لإنهاء الحرب إلى واشنطن قريبًا.

العوائق القانونية واللوجستية للانتخابات

من الناحية القانونية، تخضع أوكرانيا للأحكام العرفية منذ بدء الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022، وهو وضع يحظر الدستور الأوكراني بموجبه إجراء أي انتخابات رئاسية أو برلمانية. وكان من المفترض أن تُعقد الانتخابات الرئاسية في مارس 2024، إلا أنها أُجلت تلقائيًا بسبب الحرب.

ويواجه إجراء الانتخابات في ظل الحرب تحديات لوجستية وأمنية هائلة، تتمثل في:

  • صعوبة تأمين مراكز الاقتراع من القصف الروسي المستمر.
  • وجود ملايين النازحين الأوكرانيين خارج البلاد وداخلها، مما يعقد عملية تحديث سجلات الناخبين.
  • مشاركة مئات الآلاف من الجنود في الجبهات، مما يجعل تصويتهم أمرًا بالغ التعقيد.

شروط زيلينسكي والتحركات الدبلوماسية

رغم إبداء الاستعداد، وضع زيلينسكي الكرة في ملعب الغرب، قائلًا: “أطلب صراحة من الولايات المتحدة مساعدتي، وربما مع الزملاء الأوروبيين، في ضمان الأمن لإجراء الانتخابات”. يشير هذا التصريح إلى أن كييف تسعى للحصول على مظلة أمنية ودعم لوجستي ضخم كشرط مسبق لأي عملية ديمقراطية.

وتزامن هذا الإعلان مع حراك دبلوماسي مكثف، حيث أجرى زيلينسكي محادثات مع قادة أوروبيين في لندن وبروكسل لضمان استمرار الدعم، وتوجه إلى إيطاليا للقاء بابا الفاتيكان ورئيسة الوزراء جورجيا ميلوني. وتأتي هذه التحركات في وقت يتخذ فيه ترامب مواقف متناقضة، حيث يضغط على كييف سياسيًا بينما يفرض عقوبات جديدة على شركات النفط الروسية، مبديًا استياءه من عدم تجاوب بوتين مع جهود إنهاء الحرب.

ويرى مراقبون أن مرونة زيلينسكي تهدف إلى سحب الذرائع من إدارة ترامب والحفاظ على تدفق المساعدات الأمريكية، مع التأكيد على أن الديمقراطية في أوكرانيا لا تزال أولوية رغم ضراوة المعارك.


اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

أذهب إلىالأعلى