إقبال كبير على فعاليات الثقافة اليمنية في الرياض
شهدت فعاليات أسبوع الثقافة اليمنية، المقامة ضمن مبادرة “انسجام عالمي 2” في العاصمة السعودية الرياض، إقبالاً جماهيرياً لافتاً منذ يومها الأول. وتوافد آلاف الزوار من مختلف الجنسيات المقيمة في المملكة، إلى جانب المواطنين السعوديين وأبناء الجالية اليمنية، للتعرف عن قرب على غنى وتنوع التراث اليمني العريق. وتأتي هذه الفعالية بتنظيم من وزارة الإعلام السعودية بالتعاون مع الهيئة العامة للترفيه وبرنامج جودة الحياة، لتكون جسراً للتواصل الحضاري بين الشعوب.
وتفاعل الحضور بحماس مع العروض الفنية والتراثية التي جسدت عمق الهوية اليمنية، بدءاً من الرقصات الشعبية الشهيرة مثل “البرع” و”الشرح”، مروراً بالفنون الاستعراضية والأزياء التقليدية التي تختلف باختلاف مناطق اليمن وتعكس ثراءها الجغرافي والثقافي، وصولاً إلى الحفلات الغنائية التي أحياها فنانون يمنيون على مسرح المبادرة.
نافذة على تاريخ وحضارة اليمن
لم تقتصر الفعاليات على العروض الفنية، بل قدمت أجنحة متخصصة صورة بانورامية عن الحياة في اليمن. حيث أتاحت للزوار فرصة استكشاف نماذج للمدن والقرى اليمنية بأساليب عمارتها الفريدة، والتعرف على أساليب العيش المختلفة. كما استقطب جناح الحرف اليدوية اهتماماً خاصاً، حيث عرض الحرفيون اليمنيون مهاراتهم في الصناعات التقليدية كصناعة “الجمبية” (الخنجر اليمني) وتشكيل المعادن والمجوهرات الفضية، بالإضافة إلى عرض أبرز المنتجات الزراعية التي تشتهر بها اليمن، وعلى رأسها البن والعسل.
السياق التاريخي وأهمية المبادرة
تأتي هذه المبادرة في سياق يعكس عمق العلاقات التاريخية والأخوية التي تربط المملكة العربية السعودية واليمن. فالبلدان يتشاركان في روابط جغرافية واجتماعية وثقافية تمتد لقرون، وتعد هذه الفعالية الثقافية تجسيداً لهذه الروابط على المستوى الشعبي. إن مبادرة “انسجام عالمي” بحد ذاتها تعد جزءاً من مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تعزيز الانفتاح الثقافي وبناء جسور التواصل بين مختلف الحضارات المقيمة على أرض المملكة، مما يساهم في خلق مجتمع حيوي ومزدهر.
تأثير إيجابي يعزز الروابط الإنسانية
على الصعيد المحلي، شكلت الفعالية فرصة ثمينة للجالية اليمنية في المملكة للتعبير عن فخرهم بتراثهم ومشاركته مع الأجيال الجديدة والمجتمع المضيف. وقد عبر عدد من المقيمين اليمنيين عن شكرهم وتقديرهم العميق للمملكة على إتاحة هذه “النافذة الثقافية المهمة” التي تربطهم بوطنهم وتعزز شعورهم بالانتماء. أما إقليمياً ودولياً، فإن تسليط الضوء على الجانب الثقافي والحضاري المشرق لليمن يساهم في تقديم صورة إيجابية ومغايرة للسرديات الإعلامية التي غالباً ما تركز على جوانب الصراع، مما يعزز التفاهم الإنساني ويبرز الإرث الحضاري العظيم الذي قدمه اليمن للعالم.