العمل التطوعي: ركيزة التنمية المستدامة والترابط المجتمعي

مختصون يؤكدون لـ'اليوم' دور العمل التطوعي في تعزيز الترابط المجتمعي ودعم التنمية المستدامة، مشيرين لأهميته في صقل المهارات وتحقيق مستهدفات التنمية الوطنية.
ديسمبر 5, 2025
8 mins read
العمل التطوعي: ركيزة التنمية المستدامة والترابط المجتمعي

لم يعد العمل التطوعي في العصر الحديث مجرد مبادرات فردية أو نشاطات خيرية عابرة، بل تحول إلى ركيزة استراتيجية تعتمد عليها الدول المتقدمة لتعزيز الترابط المجتمعي ودعم خطط التنمية المستدامة. ويأتي الاحتفاء باليوم العالمي للتطوع ليؤكد على الدور المحوري الذي يلعبه المتطوعون في بناء مجتمعات مرنة وقادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، حيث يُعد التطوع اليوم القطاع الثالث المكمل للقطاعين الحكومي والخاص في دفع عجلة التقدم.

التطوع ورؤية المستقبل

في سياق التحولات الوطنية الكبرى، أكد مختصون لـ"اليوم" أن العمل التطوعي بات أداة فعالة لتحسين جودة الحياة، وهو ما يتقاطع بشكل مباشر مع مستهدفات التنمية الوطنية التي تسعى لتمكين الأفراد واستثمار طاقاتهم. إن الانتقال من مفهوم التطوع التقليدي إلى التطوع الاحترافي يسهم في خلق أثر اقتصادي واجتماعي ملموس، ويعزز من روح المسؤولية والمواطنة الفاعلة.

بناء التماسك الاجتماعي

أوضح المهتم بالشأن التطوعي، مبارك بن عوض الدوسري، أن العمل التطوعي يلعب دوراً حاسماً في تقوية النسيج الاجتماعي. وأشار إلى أن انخراط الأفراد في خدمة مجتمعهم يولد شعوراً عميقاً بالانتماء، ويقرب المسافات بين المؤسسات والأفراد، مما يخلق بيئة تكافلية تدعم الاستقرار. وأضاف الدوسري أن المتطوعين لا يقدمون الخدمة فحسب، بل يكتسبون مهارات حيوية مثل القيادة، إدارة الوقت، والعمل الجماعي، وهي مهارات تصقل شخصياتهم وتفتح لهم آفاقاً أرحب في سوق العمل.

وفي ذات السياق، أكد الاختصاصي الاجتماعي صالح هليّل أن التطوع يوثق عرى المجتمع ويبني رصيداً من الثقة المتبادلة بين أفراده. وشدد على أن المبادرات التطوعية الناجحة هي التي تُبنى على تخطيط سليم وشراكات واعية، مما يضمن استدامة النتائج وتحويل الجهود الفردية إلى قيمة مجتمعية راسخة.

تطوير المهارات والمسار المهني

من جانبها، سلطت د. أريج علي باعشن، المشرف على إدارة التطوع والمسؤولية المجتمعية بجامعة جدة، الضوء على العوائد المهنية للتطوع. وأوضحت أن الانخراط في المبادرات المجتمعية يمنح الشباب فرصاً حقيقية لاكتساب مهارات التفكير الإبداعي، وحل المشكلات، والتواصل الفعال. وأكدت أن هذه الخبرات العملية تعزز من السيرة الذاتية للمتطوعين وترفع من فرصهم التنافسية في التوظيف، مشيرة إلى ضرورة نشر قصص النجاح الملهمة لتحفيز الأجيال الجديدة.

مواجهة التحديات وتعزيز المسؤولية

أشار المشرف الكشفي في تعليم الرياض، غانم عبدالله آل غانم، إلى أن التطوع يمثل مدرسة عملية لتعلم الصبر والمرونة والعمل تحت الضغط. وأكد أن تكامل جهود المتطوعين مع المؤسسات الرسمية يثمر عن حلول مبتكرة للقضايا الاجتماعية، مشدداً على أهمية وجود بيئة محفزة وتقدير مستمر للجهود لضمان استمرارية العطاء.

واختتم المختصون حديثهم بالتأكيد على أن ترسيخ ثقافة التطوع يبدأ من المراحل الدراسية، ويتطلب تضافر الجهود لتبني مبادرات نوعية تلامس الاحتياجات الفعلية للمجتمع، بما يضمن تحقيق أثر مستدام يخدم الإنسان والوطن.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

نعيم البكر عضواً بلجنة المسابقات الآسيوية بديلاً للقاسم
Previous Story

نعيم البكر عضواً بلجنة المسابقات الآسيوية بديلاً للقاسم

Next Story

ضوابط المعهد الوطني للتطوير المهني لحضور الندوات التعليمية

Latest from اخبار محلية

أذهب إلىالأعلى