أعادت أوزبكستان فتح معبرها الحدودي الوحيد مع أفغانستان بالكامل، منهية بذلك فترة إغلاق استمرت منذ عام 2021 أمام حركة الأفراد، وهو القرار الذي كان قد تسبب في تعطيل كبير لحركة عبور البضائع وتنقل المواطنين بين الجانبين. ويأتي هذا الإجراء كخطوة هامة نحو تطبيع الحركة التجارية والمدنية بين البلدين الجارين.
عودة الحياة لجسر الصداقة
أعلنت غرفة التجارة والصناعة الأوزبكية رسمياً أن المعبر الحيوي الواقع عند "جسر الصداقة" (ترميز-هيراتون)، الذي يربط بين مدينة ترميز الأوزبكية وبلدة هيراتون الأفغانية، قد عاد للخدمة بكامل طاقته. وأكدت الغرفة أن المسافرين بات بإمكانهم الآن التنقل مباشرة وبأمان عبر هذا المنفذ الاستراتيجي، مع التنويه إلى أن نظام التأشيرات لا يزال سارياً ويجب الالتزام به من قبل العابرين.
نهاية معاناة المسافرين
يُعد هذا القرار بمثابة انفراجة كبيرة للمسافرين والتجار على حد سواء. فخلال سنوات الإغلاق، كان التنقل بين البلدين يتطلب جهداً شاقاً وتكلفة عالية، حيث كان إغلاق المعبر يُجبر الأشخاص على اتخاذ طريق بديل طويل ومعقد يمر عبر دولة طاجيكستان. كانت هذه الرحلة البديلة تستغرق يوماً كاملاً للوصول إلى مدينة مزار شريف الأفغانية الكبرى، التي تقع فعلياً على بُعد 75 كيلومترًا فقط من الحدود الأوزبكية، مما كان يشكل عبئاً لوجستياً ومادياً كبيراً.
السياق التاريخي والأمني
يعود تاريخ إغلاق هذا المعبر أمام الأفراد إلى عام 2021، تزامناً مع التغيرات السياسية الجذرية في كابول وسيطرة حركة طالبان على الحكم، بالإضافة إلى المخاوف الصحية التي رافقت جائحة كورونا في ذلك الوقت. ولطالما كان جسر "ترميز-هيراتون" يتمتع برمزية تاريخية واستراتيجية، حيث شُيد في الحقبة السوفيتية وكان المعبر الرئيسي لانسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان، ليتحول لاحقاً إلى شريان حياة اقتصادي يربط آسيا الوسطى بجنوب آسيا.
الأهمية الاقتصادية والإقليمية
تكتسب هذه الخطوة أهمية اقتصادية قصوى لكلا الطرفين. تُعد أوزبكستان مورداً رئيسياً للطاقة والكهرباء والغذاء إلى أفغانستان، وتعتبر كابول سوقاً مهماً للصادرات الأوزبكية. كما تسعى طشقند إلى تعزيز دورها كمركز لوجستي إقليمي من خلال مشاريع طموحة مثل خط السكك الحديدية (ترميز – مزار شريف – كابول – بيشاور) الذي يهدف لربط دول آسيا الوسطى غير الساحلية بالموانئ الباكستانية. وبالتالي، فإن إعادة فتح الحدود بالكامل تُعد مؤشراً إيجابياً على استقرار الأوضاع الأمنية نسبياً ورغبة طشقند في تعزيز التعاون الاقتصادي البراغماتي مع الحكومة الأفغانية الحالية لضمان استقرار المنطقة.