أعربت الإدارة الأمريكية عن تفاؤل كبير بإمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الدائرة في أوكرانيا، وذلك في تصريحات للناطقة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت. يأتي هذا التفاؤل في أعقاب محادثات وصفت بـ”المثمرة” في فلوريدا، وقبيل زيارة حاسمة للمبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت ليفيت يوم الاثنين: “أعتقد بأن الإدارة متفائلة جدًا، الرئيس دونالد ترامب وفريقه عملوا بجد من أجل هذه المساعي ويريدون جميعًا أن تنتهي هذه الحرب”. وأضافت أن المحادثات التي جرت مع الجانب الأوكراني في فلوريدا كانت “جيدة جدًا”، مما يمهد الطريق أمام ويتكوف لمناقشة الخطوات التالية مباشرة مع الكرملين.
السياق التاريخي للنزاع
تعود جذور هذا التفاؤل إلى الجهود الدبلوماسية المكثفة لإنهاء صراع مدمر بدأ غزوه الشامل في فبراير 2022، لكن جذوره أعمق من ذلك، حيث تمتد إلى عام 2014 مع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم وبدء النزاع في منطقة دونباس شرق أوكرانيا. لقد تسببت الحرب في أزمة إنسانية هائلة، مع ملايين النازحين واللاجئين، ودمار واسع النطاق للبنية التحتية الأوكرانية، وخسائر بشرية فادحة في كلا الجانبين. وعلى مدار السنوات الماضية، فشلت عدة جولات من المفاوضات في تحقيق سلام دائم، مما يجعل أي تقدم حقيقي في المحادثات الحالية حدثًا ذا أهمية قصوى.
تفاصيل الخطة الأمريكية وموقف كييف
تتمحور الجهود الحالية حول خطة أمريكية من 28 بندًا، تم طرحها قبل حوالي عشرة أيام. وقد أُفيد بأن المسودة الأولية صيغت مع الأخذ في الاعتبار بعض المطالب الروسية، وذلك قبل أن يتم تعديلها بالتشاور مع الأوكرانيين والحلفاء الأوروبيين. من جانبه، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في لقاء الرئيس ترامب لمناقشة “القضايا الصعبة للغاية” المتعلقة بالخطة. وفي إشارة إيجابية، كشف المفاوض الأوكراني رستم عمروف عن “تقدم كبير” في مسودة الخطة، مع الإقرار بأن بعض التعديلات لا تزال ضرورية للوصول إلى صيغة نهائية مقبولة.
الأهمية والتأثيرات المتوقعة
إن التوصل إلى اتفاق سلام لن ينهي المأساة الإنسانية في أوكرانيا فحسب، بل ستكون له تداعيات إقليمية ودولية واسعة. على الصعيد المحلي، سيمهد الاتفاق الطريق لإعادة الإعمار وعودة ملايين اللاجئين إلى ديارهم. إقليميًا، سيخفف من حدة التوترات الأمنية في أوروبا الشرقية ويقلل من الضغط الاقتصادي على الدول الأوروبية التي تحملت عبء دعم أوكرانيا واستضافة اللاجئين. ودوليًا، يمكن أن يساهم إنهاء الحرب في استقرار أسواق الطاقة والغذاء العالمية التي تأثرت بشدة جراء الصراع، كما سيمثل اختبارًا حقيقيًا لفعالية الدبلوماسية في حل النزاعات الكبرى في القرن الحادي والعشرين. ورغم التفاؤل المعلن، أقر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن هناك “المزيد من العمل” الذي يجب القيام به، مما يشير إلى أن الطريق نحو السلام لا يزال محفوفًا بالتحديات.