أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) عن فرض حزمة من العقوبات الصارمة بحق نادي أتلتيكو مدريد الإسباني، وذلك على خلفية السلوك “العنصري والتمييزي” الذي صدر عن بعض من جماهيره خلال مباراته أمام أرسنال الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا الشهر الماضي، والتي انتهت بهزيمة قاسية للفريق الإسباني بأربعة أهداف دون رد.
وتضمنت العقوبات غرامة مالية أساسية قدرها 30 ألف يورو (ما يعادل 34,749 دولارًا)، بالإضافة إلى حرمان جماهيره من حضور مباراة واحدة خارج أرضهم. ومع ذلك، قرر اليويفا تعليق عقوبة الحرمان من الحضور الجماهيري لفترة اختبارية مدتها عام واحد، مما يعني أنها ستُفعّل تلقائيًا في حال تكرار أي مخالفات مماثلة خلال هذه الفترة. ولم تتوقف العقوبات عند هذا الحد، حيث فرض اليويفا غرامة إضافية بقيمة 10 آلاف يورو بسبب قيام بعض المشجعين بإلقاء أجسام غريبة على أرض الملعب خلال المباراة التي أقيمت على ملعب “الإمارات” في لندن.
سياق أوسع لمكافحة العنصرية في الملاعب الأوروبية
تأتي هذه العقوبات في إطار سياسة “عدم التسامح المطلق” التي يتبناها اليويفا تجاه كافة أشكال العنصرية والتمييز في كرة القدم. ولطالما شكلت هذه الظاهرة تحديًا كبيرًا للسلطات الكروية على مر العقود، حيث تسعى منظمات مثل اليويفا والفيفا جاهدة للقضاء عليها من خلال حملات توعوية مثل حملة “لا للعنصرية” (No to Racism)، وتشديد العقوبات على الأندية والمنتخبات التي لا تلتزم جماهيرها بالروح الرياضية. إن قرار معاقبة نادٍ بحجم أتلتيكو مدريد يرسل رسالة واضحة لجميع الأندية الأوروبية بأن اليويفا لن يتهاون مع أي سلوك يسيء لقيم اللعبة ومبادئها الأساسية القائمة على الاحترام المتبادل.
التأثير المتوقع للعقوبات على النادي ومستقبله
على الصعيد المحلي، تضع هذه العقوبات نادي أتلتيكو مدريد تحت ضغط كبير. فبالإضافة إلى الخسارة المالية المباشرة، هناك ضرر بسمعة النادي على الساحة الدولية. كما أن الحظر المعلق يضع جماهير الفريق تحت المجهر في جميع المباريات القادمة، خاصة في المنافسات الأوروبية. وسيكون النادي مطالبًا بتكثيف جهوده لتوعية جماهيره وتشديد الرقابة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة. أما على المستوى الإقليمي والدولي، فإن هذه الحادثة تسلط الضوء مجددًا على ضرورة تكاتف الجهود بين الأندية والاتحادات الوطنية والاتحاد الأوروبي لوضع آليات أكثر فاعلية للتعامل مع شغب الملاعب والسلوكيات العنصرية. ومع اقتراب موعد مباراته القادمة في دوري أبطال أوروبا، حيث يحل ضيفًا على أيندهوفن الهولندي في العاشر من ديسمبر، سيكون سلوك جماهير أتلتيكو مدريد مراقبًا عن كثب لتحديد ما إذا كان النادي قد استوعب الدرس.