في خطوة تعكس الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة العربية السعودية لصناعة السينما، قام معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه (GEA)، بزيارة تفقدية لأستديوهات الحصن Big Time وأستديوهات القدية. هدفت الزيارة إلى الاطلاع المباشر على سير العمل والتحضيرات الجارية للفيلم التاريخي الضخم الذي يتناول سيرة الصحابي الجليل والقائد العسكري الفذ خالد بن الوليد، رضي الله عنه.
خلفية تاريخية وأهمية الشخصية
يُعد خالد بن الوليد، الذي لقبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بـ “سيف الله المسلول”، أحد أبرز القادة العسكريين في التاريخ الإسلامي والعالمي. اشتهر بعبقريته التكتيكية وقدرته على قيادة الجيوش في أصعب المعارك، حيث لم يُهزم في أي معركة خاضها. لعب دوراً محورياً في حروب الردة وتوحيد شبه الجزيرة العربية تحت راية الإسلام، قبل أن يقود الفتوحات الإسلامية في بلاد فارس والشام، محققاً انتصارات حاسمة في معارك كبرى مثل اليرموك والولجة. إنتاج فيلم عن هذه الشخصية يمثل تحدياً فنياً وإنتاجياً كبيراً، ولكنه يحمل أهمية ثقافية وتاريخية بالغة لتقديم سيرته للأجيال الجديدة والجمهور العالمي.
تفاصيل الإنتاج الضخم ورؤية عالمية
يأتي هذا المشروع، الذي يُنفذ برعاية الهيئة العامة للترفيه وموسم الرياض، بعد فترة تحضيرات مكثفة استمرت لأكثر من عام. خلال زيارته، استعرض معالي المستشار آل الشيخ النماذج الأولية للبيئات التاريخية، والتصاميم الفنية الدقيقة التي تشمل العمارة والملابس والأسلحة، بهدف ضمان أعلى درجات الدقة التاريخية والجمالية. كما اطلع على التجهيزات الخاصة بمواقع المعارك الواسعة وتطوير مشاهد القتال التي ستكون عنصراً أساسياً في الفيلم. والتقى معاليه بفرق العمل الإبداعية والفنية، مؤكداً على ضرورة تقديم تجربة سينمائية بمستوى عالمي تليق بقيمة هذا المشروع وأهمية الشخصية التي يتناولها.
الأثر المتوقع على المشهد الثقافي والسينمائي
لا تقتصر أهمية فيلم “خالد بن الوليد” على كونه عملاً فنياً فحسب، بل يمثل نقطة تحول في صناعة السينما السعودية والعربية. محلياً، يساهم المشروع في تطوير البنية التحتية السينمائية في المملكة، وتوفير فرص للمواهب المحلية، وتعزيز مكانة السعودية كمركز إقليمي للإنتاج الإعلامي، تماشياً مع أهداف رؤية 2030. إقليمياً، يرفع الفيلم سقف جودة الإنتاجات التاريخية العربية، ويقدم نموذجاً للاحترافية في هذا النوع من الأعمال. أما دولياً، فيُنتظر أن يقدم الفيلم السردية العربية والإسلامية لهذه الحقبة التاريخية الهامة إلى جمهور عالمي، مما يساهم في بناء جسور من الفهم الثقافي ويعكس التطور المتسارع الذي يشهده قطاع الترفيه في المملكة.
