في تطور لافت للمساعي الدبلوماسية الرامية لإنهاء الحرب في أوروبا الشرقية، يلتقي اليوم الخميس في ولاية فلوريدا المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، وصهره ومستشاره السابق جاريد كوشنر، مع وزير الدفاع والمفاوض الأوكراني رستم عمروف. ويأتي هذا الاجتماع المرتقب في منطقة ميامي كخطوة محورية ضمن سلسلة من التحركات المكوكية التي تقودها الإدارة الأمريكية الجديدة لتقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع.
تفاصيل الحراك الدبلوماسي المكثف
أكد مسؤول أمريكي أن هذا اللقاء يأتي مباشرة بعد زيارة قام بها ويتكوف وكوشنر إلى العاصمة الروسية موسكو يوم الثلاثاء الماضي، حيث عقدا اجتماعاً هاماً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد أعقب تلك الزيارة تصريح متفائل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء، أشار فيه إلى رغبة نظيره الروسي في إنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا، مما يعكس وجود أرضية محتملة لبدء مفاوضات جدية.
التنسيق الأوكراني الأوروبي قبل قمة فلوريدا
من جانبه، أوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر منصات التواصل الاجتماعي أن مبعوث بلاده، رستم عمروف، يرافقه رئيس أركان الجيش أندري جناتوف، قد توجها أولاً إلى بروكسل لعقد اجتماعات مع مسؤولين أمنيين في الاتحاد الأوروبي. وتهدف هذه الخطوة إلى تنسيق المواقف مع الحلفاء الأوروبيين وضمان عدم عزل القارة العجوز عن ترتيبات السلام المحتملة، قبل التوجه إلى الولايات المتحدة للقاء مبعوثي ترامب.
سياق الأزمة والوعود الانتخابية
تكتسب هذه التحركات أهمية خاصة بالنظر إلى الخلفية التاريخية للصراع الذي اندلع في فبراير 2022، مخلفاً تداعيات جيوسياسية واقتصادية هائلة على مستوى العالم. وكان الرئيس ترامب قد جعل من إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية أحد أبرز وعوده الانتخابية، مؤكداً مراراً قدرته على تسوية النزاع في وقت قياسي. ويمثل انخراط شخصيات بوزن جاريد كوشنر وستيف ويتكوف دليلاً على الأولوية القصوى التي يوليها البيت الأبيض لهذا الملف في الوقت الراهن.
التأثيرات المتوقعة محلياً ودولياً
يحمل هذا الاجتماع في فلوريدا دلالات واسعة التأثير؛ فعلى الصعيد الإقليمي، تترقب الدول الأوروبية بحذر نتائج هذه المفاوضات، خشية أن تكون أي تسوية محتملة على حساب المصالح الأمنية لدول الناتو أو تتضمن تنازلات جغرافية كبيرة. أما دولياً، فإن نجاح هذه الوساطة قد يؤدي إلى استقرار أسواق الطاقة والغذاء العالمية التي تضررت بشدة جراء الحرب. ويرى مراقبون أن وجود رستم عمروف، الذي لعب سابقاً أدواراً محورية في صفقات تبادل الأسرى وتصدير الحبوب، يعزز من جدية المباحثات الحالية للوصول إلى صيغة توافقية لوقف إطلاق النار.