ترامب ينتقد زيلينسكي بسبب خطة السلام: ما هي العقبات المتبقية؟

في تطور لافت للمسار الدبلوماسي الرامي لإنهاء الحرب في أوروبا الشرقية، وجه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب انتقادات صريحة لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، معرباً عن خيبة أمله لعدم تفاعل الأخير بالسرعة المطلوبة مع مقترحات السلام الأمريكية الجديدة. تأتي هذه التصريحات في وقت حساس تمر فيه المفاوضات بمرحلة حرجة وصفها مسؤولون أمريكيون بأنها "الأمتار الأخيرة".

تفاصيل الانتقاد الأمريكي والموقف الأوكراني

خلال حفل جوائز مركز كينيدي السنوي، صرح ترامب للصحفيين بأنه تواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقيادة الأوكرانية، مشيراً إلى استيائه من أن زيلينسكي "لم يقرأ المقترح بعد" حتى وقت قريب من تصريحه. هذا الموقف يعكس رغبة الإدارة الأمريكية القادمة في تسريع وتيرة الحل السياسي، وهو ما يضع ضغوطاً إضافية على كييف التي تسعى لضمان أمنها وسيادتها قبل التوقيع على أي اتفاق.

وقد انتهت جولة من المحادثات المكثفة بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين، شارك فيها زيلينسكي عبر الهاتف، دون تحقيق اختراق ملموس، رغم التعهدات المستمرة بمواصلة الحوار للوصول إلى سلام عادل وحقيقي.

السياق التاريخي والأهمية الاستراتيجية للصراع

لفهم عمق الخلاف الحالي، يجب النظر إلى جذور الأزمة التي تفاقمت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022. لم تكن الحرب مجرد نزاع حدودي، بل تحولت إلى أكبر صراع عسكري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، مما أدى إلى تغييرات جيوسياسية هائلة وتدمير واسع للبنية التحتية الأوكرانية.

وتكتسب المناطق محل الخلاف، وتحديداً إقليم دونباس، أهمية استراتيجية واقتصادية كبرى، حيث تعتبر القلب الصناعي لأوكرانيا وتضم كثافة سكانية عالية. كما أن السيطرة على هذه المناطق كانت هدفاً رئيسياً لموسكو منذ عام 2014، مما يجعل التنازل عنها أمراً بالغ الصعوبة بالنسبة للقيادة الأوكرانية.

عقبتان رئيسيتان: دونباس ومحطة زابوريجيا

أوضح المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، أن الاتفاق بات قريباً جداً، لكنه مرهون بحل قضيتين شائكتين:

• مستقبل منطقة دونباس: التي تضم مقاطعتي دونيتسك ولوهانسك، حيث تصر روسيا على ترسيخ نفوذها هناك، بينما تتمسك أوكرانيا بوحدة أراضيها.
• مصير محطة زابوريجيا النووية: تُعد هذه المحطة الأكبر في أوروبا، وتقع حالياً تحت السيطرة الروسية. يمثل وضع المحطة هاجساً أمنياً دولياً نظراً للمخاطر النووية المحتملة، فضلاً عن أهميتها في قطاع الطاقة الأوكراني.

وأكد كيلوج أن حل هاتين المعضلتين سيعني عملياً انتهاء الحرب، مشيراً إلى أن الجهود الدبلوماسية تتركز الآن على إيجاد صيغة توافقية تضمن الأمن النووي وتحدد الوضع القانوني والسياسي للأراضي المتنازع عليها.

التأثيرات الإقليمية والدولية المتوقعة

إن نجاح أو فشل هذه الخطة الأمريكية سيكون له تداعيات واسعة النطاق. فنجاح الاتفاق قد يؤدي إلى استقرار أسواق الطاقة العالمية وتخفيف التوتر بين روسيا والغرب، لكنه قد يثير تساؤلات حول مستقبل التحالفات الأمنية في أوروبا. في المقابل، فإن فشل المحادثات قد يعني استمرار الاستنزاف العسكري وتفاقم الأزمات الإنسانية والاقتصادية التي طالت تأثيراتها دولاً بعيدة عن ساحة المعركة.