في تصعيد جديد للنبرة تجاه القيادة الأوكرانية، وجه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب انتقادات لاذعة للرئيس فولوديمير زيلينسكي، داعياً بشكل صريح إلى ضرورة إجراء انتخابات في أوكرانيا رغم ظروف الحرب المستمرة.
وخلال مقابلة حصرية مع موقع “بوليتيكو” يوم الثلاثاء، اعتبر ترامب أن أوكرانيا التي “خسرت الكثير من الأراضي” لصالح القوات الروسية، باتت في وضع يتطلب العودة إلى الصناديق. وقال ترامب بوضوح: “أعتقد أن الوقت قد حان” لإجراء الانتخابات، متهماً الحكومة في كييف بـ”استغلال الحرب” كذريعة لتجنب الاستحقاق الانتخابي والبقاء في السلطة.
جدل الشرعية والديمقراطية في زمن الحرب
شكك ترامب في الخطاب الديمقراطي الذي تتبناه القيادة الأوكرانية، قائلاً إن القادة الأوكرانيين “يتحدثون عن الديمقراطية، لكننا وصلنا إلى مرحلة لم تعد فيها ديمقراطية”. وأضاف مشدداً على حق الشعب في تقرير مصيره: “يجب أن يكون للشعب الأوكراني هذا الخيار… لا أعرف من سيفوز، لكن الخيار يجب أن يكون متاحاً”.
وتأتي تصريحات ترامب في وقت حساس للغاية، حيث انتهت الولاية الرئاسية الرسمية للرئيس زيلينسكي (التي تمتد لخمس سنوات) في مايو 2024. ومع ذلك، ينص الدستور الأوكراني وقانون الأحكام العرفية المفروض منذ بدء الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022، على حظر إجراء أي انتخابات (رئاسية أو برلمانية) طالما أن البلاد في حالة حرب، وذلك لتعذر ضمان سلامة الناخبين ومشاركة ملايين اللاجئين والجنود على الجبهات.
التفوق العسكري الروسي ومسار المفاوضات
وفي سياق تقييمه للوضع الميداني، كرر ترامب انتقاداته لزيلينسكي لعدم اطلاعه على “خطة إنهاء الحرب” التي يروج لها الرئيس الأميركي المنتخب. وقال ترامب: “الكثير من الناس يموتون. لذا سيكون من الجيد حقاً أن يقرأها”. وأشار إلى الواقع العسكري الصعب، مؤكداً أن روسيا “تتمتع بالتفوق” العسكري، وأنها “دائماً ما كانت كذلك” تاريخياً، واصفاً إياها بأنها “أكبر بكثير” من خصمها الأوكراني.
ويرى مراقبون أن تصريحات ترامب تتماشى مع التقارير الميدانية الأخيرة التي تشير إلى أن القوات الروسية حققت في شهر نوفمبر الماضي أكبر تقدم لها على الجبهة منذ أكثر من عام، مما يضع موسكو في “موقف تفاوضي قوي” بحسب وصف ترامب.
العلاقة الشخصية بين بوتين وزيلينسكي
ولم يغفل ترامب الجانب الشخصي في الصراع، حيث أعرب عن أسفه لمقتل “ملايين الأشخاص”، معتبراً أن هذه الحرب كان يمكن تجنبها. وشخص ترامب “جزءاً من المشكلة” في الكراهية الشديدة المتبادلة بين زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مما يجعل “من الصعب جداً عليهما التوصل إلى اتفاق”، وهو ما يطرح تساؤلات حول استراتيجية الإدارة الأميركية الجديدة في التعامل مع هذا الملف الشائك فور تسلمها السلطة رسمياً.
