ترامب يسمح بتصدير رقاقات انفيديا H200 للصين باتفاق مع شي

ترامب يعلن عن اتفاق مع الرئيس الصيني يسمح لشركة انفيديا بتصدير رقاقات الذكاء الاصطناعي H200 لعملاء معتمدين في الصين، في خطوة قد تغير مسار حرب الرقاقات.
ديسمبر 9, 2025
7 mins read
ترامب يسمح بتصدير رقاقات انفيديا H200 للصين باتفاق مع شي

في تحول لافت لمسار الحرب التكنولوجية بين واشنطن وبكين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توصله لاتفاق مفصلي مع نظيره الصيني شي جين بينغ. يقضي هذا الاتفاق بالسماح لعملاق التكنولوجيا الأمريكي، شركة “انفيديا” (Nvidia)، باستئناف تصدير رقاقاتها الأكثر تطوراً في مجال الذكاء الاصطناعي إلى السوق الصينية، وذلك ضمن ضوابط أمنية محددة.

تفاصيل الإعلان عبر “تروث سوشيال”

كشف ترامب عن تفاصيل هذا الاتفاق من خلال منشور على منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”، حيث أوضح أنه أبلغ الرئيس الصيني رسمياً بأن الولايات المتحدة ستسمح لشركة “انفيديا” بشحن منتجاتها من طراز “H200” إلى الصين. وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن هذه الصادرات لن تكون مفتوحة بالكامل، بل ستقتصر على “زبائن معتمدين” في الصين ودول أخرى، مشدداً على أن العملية ستخضع لشروط صارمة تضمن “استدامة الأمن القومي” الأمريكي، مما يعني وجود آليات رقابة لضمان عدم تحويل هذه التقنيات لأغراض عسكرية معادية.

سياق “حرب الرقاقات” والخلفية التاريخية

يأتي هذا القرار في خضم ما يُعرف عالمياً بـ “حرب الرقاقات”، التي تصاعدت حدتها في السنوات الأخيرة. كانت الإدارة الأمريكية قد فرضت سابقاً قيوداً واسعة النطاق لمنع وصول الصين إلى أشباه الموصلات المتقدمة ومعدات تصنيعها، مبررة ذلك بمخاوف من استخدام الجيش الصيني لهذه التقنيات في تطوير أسلحة ذكية وأنظمة مراقبة فائقة. وتعتبر رقاقات “انفيديا”، وتحديداً سلسلة H100 وH200، العصب المحرك لثورة الذكاء الاصطناعي التليدي (Generative AI)، مما جعلها سلعة استراتيجية تتجاوز قيمتها التجارية لتصبح ورقة ضغط جيوسياسية.

أهمية رقاقات H200 وتأثيرها التقني

تكتسب رقاقات “H200” أهمية خاصة كونها تمثل الجيل الأحدث والأقوى في معالجة بيانات الذكاء الاصطناعي، حيث تتميز بذاكرة أسرع وسعة أكبر مقارنة بسابقتها. السماح بتصدير هذه التكنولوجيا إلى الصين يعني تمكين الشركات الصينية من اللحاق بركب التطور في تدريب نماذج اللغة الكبيرة (LLMs)، وهو ما كانت واشنطن تحاول تأخيره. ومع ذلك، فإن اشتراط “الزبائن المعتمدين” يشير إلى أن واشنطن تسعى لإمساك العصا من المنتصف: الاستفادة الاقتصادية مع محاولة تحييد المخاطر الأمنية.

التأثير الاقتصادي والجيوسياسي المتوقع

على الصعيد الاقتصادي، يمثل هذا الإعلان طوق نجاة لقطاع التكنولوجيا الأمريكي الذي تضرر من فقدان السوق الصينية الضخمة. من المتوقع أن ينعكس القرار إيجاباً بشكل فوري على أسهم “انفيديا” والشركات المرتبطة بها، حيث تُعد الصين مستهلكاً رئيسياً لهذه الرقاقات. أما جيوسياسياً، فيعكس الاتفاق نهج ترامب القائم على عقد الصفقات (Transactional Approach)، حيث يبدو مستعداً لتخفيف بعض القيود التكنولوجية مقابل مكاسب تجارية أو تفاهمات سياسية أوسع مع بكين، مما قد يؤدي إلى مرحلة جديدة من “التعايش التنافسي” بدلاً من القطيعة التامة التي كانت تلوح في الأفق.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

الدراسة عن بعد في الحدود الشمالية: قرارات الجامعة والتدريب التقني
Previous Story

الدراسة عن بعد في الحدود الشمالية: قرارات الجامعة والتدريب التقني

ترامب يحذر أوروبا من الهجرة وينتقد زيلينسكي بشأن السلام
Next Story

ترامب يحذر أوروبا من الهجرة وينتقد زيلينسكي بشأن السلام

Latest from التقنية

أذهب إلىالأعلى