في خطوة تعكس اهتمام المملكة العربية السعودية بتعزيز الابتكار في القطاعات الحيوية، كرم معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية، المهندس صالح بن ناصر الجاسر، الفائزين في منافسات النسخة الرابعة من مسابقة “تحدي النقل”. جاء ذلك خلال الحفل الختامي الذي نظمته الهيئة العامة للنقل اليوم، بحضور رئيس الهيئة المكلف الدكتور رميح بن محمد الرميح، ولفيف من أصحاب المعالي والمهتمين بقطاع النقل والتقنية.
تتويج الفائزين والجوائز المالية
شهد الحفل إعلان أسماء الفرق الفائزة التي قدمت حلولاً مبتكرة للتحديات التي تواجه القطاع، حيث توج فريق (نيرو) بلقب بطل المنافسات، حاصداً الجائزة الكبرى التي تبلغ قيمتها 150 ألف ريال سعودي. وفي المركز الثاني، جاء فريق (سندان) ليحصل على جائزة قدرها 100 ألف ريال، بينما نال مشروع (تأمين ناقلات المواد القابلة للاشتعال) المركز الثالث وجائزة بقيمة 50 ألف ريال، ليصل إجمالي الجوائز المقدمة إلى 300 ألف ريال سعودي، مما يعكس حجم الدعم المقدم للمواهب الوطنية.
سياق الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية
تأتي هذه المسابقة في سياق أوسع يرتبط بـ “الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية” التي أطلقها سمو ولي العهد، والتي تهدف لترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي يربط القارات الثلاث. وتعد مثل هذه التحديات التقنية جزءاً لا يتجزأ من منظومة العمل لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث تسعى الوزارة والهيئة العامة للنقل إلى توظيف التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لرفع كفاءة التشغيل، وتعزيز معدلات السلامة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وهو ما يتطلب أفكاراً خلاقة من خارج الصندوق يقدمها رواد الأعمال والمبتكرون.
تفاصيل المنافسة والمشاركة الواسعة
حظيت المسابقة، التي أقيمت تحت شعار “نقل ثون”، بمشاركة واسعة وتفاعل كبير من المجتمع التقني، حيث استمرت المنافسات على مدار ثلاثة أيام متواصلة في الفترة من 4 إلى 6 ديسمبر الجاري. وتنافس في التحدي نحو 121 متسابقاً شكلوا 40 فريقاً، عملوا بجد لتطوير خدمات النقل عبر 4 مسارات رئيسية تغطي مختلف أنماط النقل.
الأهمية الاقتصادية والتقنية للحدث
لا تقتصر أهمية “تحدي النقل” على توزيع الجوائز فحسب، بل تمتد لتشمل تأثيراً اقتصادياً وتقنياً ملموساً. فمن خلال دمج القطاع الخاص مع المواهب الشابة، يتم خلق بيئة خصبة لرواد الأعمال لتطوير مشاريع مستدامة قابلة للتطبيق على أرض الواقع. تساهم هذه المشاريع في حل مشكلات حقيقية تواجه قطاع النقل، مثل الازدحام المروري، وسلامة نقل البضائع الخطرة، وتحسين تجربة المستفيدين، مما يعزز من تنافسية القطاع اللوجستي السعودي إقليمياً ودولياً ويدعم الاقتصاد الرقمي في المملكة.
