أعلن الإسباني خوسيه لانا، المدير الفني للمنتخب السوري، عن الجاهزية التامة لنسور قاسيون لخوض الموقعة المصيرية والمرتقبة أمام المنتخب الفلسطيني الشقيق، وذلك في ختام منافسات دور المجموعات لبطولة كأس العرب 2025. ويستضيف استاد المدينة التعليمية المونديالي هذه المواجهة النارية غدًا الأحد، حيث تتجه أنظار الجماهير العربية نحو هذا الديربي الشامي الخالص.
وتكتسب هذه المباراة أهمية استراتيجية كبرى، حيث يسعى كلا المنتخبين لانتزاع بطاقة العبور إلى الدور ربع النهائي في ظل صراع محموم وتقارب شديد في النقاط ضمن المجموعة التي وصفت بـ "الحديدية". وخلال المؤتمر الصحفي الذي سبق اللقاء، شدد خوسيه لانا على صعوبة المهمة قائلاً: "ستكون مباراة صعبة للغاية أمام منافس يتحكم بالكرة بشكل جيد ويمتلك تنظيمًا تكتيكيًا عاليًا. سندخل اللقاء بتركيز عالٍ مع دراسة دقيقة لنقاط القوة والضعف لدى المنتخب الفلسطيني".
وفي سياق متصل، رفض المدرب الإسباني استباق الأحداث أو التفكير في الخصوم المحتملين في الأدوار الإقصائية، مؤكدًا: "نحن مستعدون للمباراة بشكل كامل وهدفنا تحقيق الفوز ولا شيء غيره، دون التفكير في هوية منافسنا المحتمل في الأدوار التالية. التأهل لم يُحسم بعد، وتركيزنا منصب بالكامل على الـ 90 دقيقة في مباراة الغد". كما عرج لانا بصرامة على مسألة الانضباط داخل الملعب، مشيرًا إلى واقعة إصابة أحد لاعبيه بسبب احتفال مبالغ فيه سابقًا، حيث قال: "لا أحتفل بالأهداف أبدًا، وأرى أن الاحتفال الحقيقي يكون بعد صافرة النهاية. دائمًا أنصح اللاعبين بتجنب الاحتفالات المبالغ فيها حفاظًا على سلامتهم وتركيزهم".
سياق المنافسة وأهمية الحدث
تأتي هذه المباراة في ظل ظروف تنافسية مثيرة للغاية، حيث نجح المنتخبان في كسر التوقعات في مجموعة تضم منتخبات عريقة مثل تونس وقطر. يدخل المنتخب السوري اللقاء وفي جعبته 4 نقاط جمعها من فوز ثمين على تونس وتعادل تكتيكي مع قطر، مما يضعه في وصافة المجموعة. وعلى الجانب الآخر، يتربع المنتخب الفلسطيني "الفدائي" على الصدارة بنفس الرصيد (4 نقاط) وبفارق الأهداف، بعد أداء بطولي شمل الفوز على قطر والتعادل مع تونس، مما يجعل هذه المواجهة بمثابة نهائي مبكر لتحديد متصدر المجموعة.
وتحمل هذه المواجهة أبعادًا تتجاوز مجرد النقاط الثلاث؛ فهي تعكس تطور الكرة في منطقة بلاد الشام وقدرتها على مقارعة كبار القارة والمنطقة العربية. ويُعد نجاح سوريا وفلسطين في الصمود أمام أبطال سابقين مثل قطر وتونس دليلاً على العمل الفني الكبير المبذول من الأجهزة الفنية. كما أن التأهل لربع النهائي سيمثل دفعة معنوية هائلة للجماهير السورية والفلسطينية، وسيؤكد نجاح مشروع التجديد الذي يقوده خوسيه لانا مع سوريا، والروح القتالية العالية التي يتمتع بها المنتخب الفلسطيني.
جدير بالذكر أن المباراة ستقام يوم الأحد 7 ديسمبر 2025 في تمام الساعة السابعة مساءً بتوقيت القاهرة، وسط توقعات بحضور جماهيري غفير في استاد المدينة التعليمية، أحد الصروح الرياضية التي شهدت منافسات كأس العالم 2022، مما يضفي طابعًا عالميًا على هذه القمة العربية.