أعلنت الجهات التعليمية والأكاديمية في منطقة المدينة المنورة، تعليق الدراسة الحضورية اليوم الثلاثاء في كافة المؤسسات التعليمية، بما في ذلك جامعة طيبة، ومدارس التعليم العام، والمنشآت التدريبية، وذلك بناءً على التقارير الواردة من المركز الوطني للأرصاد التي حذرت من حالة عدم استقرار جوي وهطول أمطار غزيرة على المنطقة.
جامعة طيبة والتعليم العام
أصدرت جامعة طيبة بياناً رسمياً أكدت فيه تعليق الدراسة الحضورية في مقرها الرئيس وكافة فروعها في المحافظات، مع تحويل المحاضرات إلى نظام التعليم عن بُعد عبر منصة "بلاك بورد". ويأتي هذا الإجراء في إطار الحرص على سلامة الطلاب والطالبات والهيئة التدريسية والإدارية.
وفي السياق ذاته، أعلنت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة المدينة المنورة تعليق الدراسة الحضورية في جميع المدارس التابعة لها وللمحافظات المرتبطة بها، موجهةً باستمرار العملية التعليمية عبر منصة "مدرستي"، لضمان عدم انقطاع التحصيل العلمي للطلاب رغم الظروف الجوية.
التدريب التقني ومعهد المسجد النبوي
لم يقتصر القرار على التعليم العام والجامعي، بل شمل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، حيث أعلنت الكلية التقنية للسياحة والفندقة، وكافة فروع التدريب التقني بالمنطقة، تحويل التدريب إلى منصة "التدرب الإلكتروني" ومنصة "تقني". كما اتخذ معهد المسجد النبوي قراراً مماثلاً بتعليق الحضور لمرحلتي المتوسطة والثانوية والقسم العالي، مكتفياً بالدراسة عن بُعد.
الجاهزية الرقمية والبنية التحتية
يعكس هذا التحول السريع والمرن نحو التعليم عن بُعد متانة البنية التحتية الرقمية التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية في قطاع التعليم. فقد أثبتت المنصات التعليمية مثل "مدرستي" وأنظمة الجامعات الإلكترونية كفاءتها العالية في استيعاب ملايين الطلاب في آن واحد، وهي ثمرة استثمارات ضخمة وخبرات تراكمت خلال السنوات الماضية، مما جعل خيار تعليق الدراسة الحضورية لا يعني توقف التعليم، بل استمراره بآليات مختلفة تضمن السلامة والجودة.
أولوية السلامة وآلية اتخاذ القرار
تأتي هذه القرارات تفعيلاً للصلاحيات الممنوحة لمديري التعليم ورؤساء الجامعات في المناطق، والتي تتيح لهم اتخاذ قرار تعليق الدراسة بناءً على المعطيات الميدانية وتقارير المركز الوطني للأرصاد والدفاع المدني. وتهدف هذه السياسة المرنة إلى وضع سلامة الأرواح فوق كل اعتبار، وتجنيب الطلاب ومنسوبي التعليم مخاطر السيول أو الحوادث المرورية التي قد تنجم عن انعدام الرؤية أو تجمع مياه الأمطار، وهو نهج متبع يعزز من مفهوم السلامة الوقائية في المؤسسات الحكومية.
