أعلنت السلطات السريلانكية عن ارتفاع مأساوي في حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية التي اجتاحت البلاد الأسبوع الماضي، لتصل إلى 410 قتلى، في كارثة وُصفت بأنها الأسوأ التي تضرب الجزيرة منذ كارثة تسونامي المدمرة عام 2004. وأكد مركز إدارة الكوارث الوطني أن الأمطار الموسمية الغزيرة أثرت بشكل مباشر على حياة ما يقرب من 1.5 مليون شخص، مما تسبب في دمار واسع النطاق للبنية التحتية والممتلكات في عدة مقاطعات.
وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن وكالة إدارة الكوارث، فإن حجم الخسائر المادية كان فادحًا، حيث دُمر ما لا يقل عن 565 منزلًا بالكامل، بينما لحقت أضرار جزئية بأكثر من 20,271 منزلًا آخر. وتتواصل جهود البحث والإنقاذ في ظل استمرار وجود 336 شخصًا في عداد المفقودين، وهو ما يثير مخاوف جدية من احتمال ارتفاع عدد الضحايا النهائي مع استمرار عمليات تمشيط المناطق المنكوبة التي غمرتها المياه والوحول.
السياق المناخي والجغرافي للكارثة
تأتي هذه الكارثة في سياق موسم الرياح الموسمية الجنوبية الغربية (Yala) الذي يضرب سريلانكا عادةً بين شهري مايو وسبتمبر، ويجلب معه أمطارًا غزيرة. إلا أن معدلات هطول الأمطار هذا العام فاقت التوقعات، مما أدى إلى فيضان الأنهار الرئيسية وتشبع التربة بالمياه، وهو ما تسبب في سلسلة من الانهيارات الأرضية المميتة، خاصة في المناطق الجبلية والوسطى من البلاد. وتزيد عوامل مثل إزالة الغابات والتوسع العمراني غير المنظم من تفاقم هذه المخاطر، حيث تساهم في تآكل التربة وتجعلها أكثر عرضة للانزلاق.
التأثيرات المحلية والدولية
على الصعيد المحلي، تسببت الفيضانات في أزمة إنسانية كبرى، حيث تم إجلاء مئات الآلاف من السكان إلى مخيمات وملاجئ مؤقتة بعد أن غمرت المياه قراهم بالكامل. كما لحقت أضرار بالغة بالقطاع الزراعي، خاصة حقول الأرز ومزارع الشاي والمطاط، التي تعد من الركائز الأساسية للاقتصاد السريلانكي. وتواجه السلطات الصحية تحديًا كبيرًا لمنع تفشي الأمراض المنقولة عبر المياه الملوثة. واستجابةً للكارثة، أطلقت الحكومة السريلانكية نداءً للمساعدة الدولية، وبدأت بالفعل المساعدات الإنسانية من دول ومنظمات إغاثية بالوصول لدعم جهود الإنقاذ والإغاثة وتوفير الاحتياجات الأساسية للمتضررين.