أشعل سيرجيو راموس، القائد التاريخي لنادي ريال مدريد وأحد أبرز أساطيره، موجة عارمة من الجدل والتكهنات حول إمكانية عودته إلى بيته القديم، سانتياغو برنابيو، وذلك بعد تفاعل لافت على منصة التواصل الاجتماعي “إنستجرام”، أعاد فتح ملف أغلق قبل سنوات.
خلفية تاريخية: مسيرة حافلة بالذهب والقيادة
يمثل سيرجيو راموس حقبة ذهبية في تاريخ ريال مدريد. على مدار 16 عامًا (2005-2021)، لم يكن مجرد مدافع، بل كان قائدًا ملهمًا ورمزًا للروح القتالية للنادي. خلال مسيرته، فاز بـ 22 لقبًا كبيرًا، من بينها 5 ألقاب في الدوري الإسباني و4 ألقاب في دوري أبطال أوروبا. ستبقى لحظات كثيرة خالدة في ذاكرة الجماهير، وعلى رأسها هدفه الأسطوري في الدقيقة 93 في نهائي دوري أبطال أوروبا 2014 ضد أتلتيكو مدريد، وهو الهدف الذي أنقذ الفريق من الهزيمة ومهد الطريق نحو تحقيق “العاشرة”. رحيله في صيف 2021 بعد خلاف حول تفاصيل تجديد عقده، ترك فراغًا كبيرًا في قلوب المشجعين وداخل غرفة الملابس. بعد مدريد، خاض تجربة مع باريس سان جيرمان، قبل أن يعود هذا الموسم في خطوة عاطفية إلى ناديه الأم، إشبيلية.
شرارة الجدل: “الرقصة الأخيرة”
بدأت القصة عندما قام راموس، البالغ من العمر 38 عامًا، بتسجيل إعجابه بمنشور لحساب “مدريد إكسترا” الشهير، يعرض صورة مركبة له بقميص ريال مدريد للموسم الحالي مع تعليق “الرقصة الأخيرة” (The Last Dance). هذه العبارة، التي ارتبطت عالميًا بنهاية مسيرات الأساطير، كانت كفيلة بإشعال نقاش واسع بين جماهير النادي الملكي حول العالم.
الأهمية والتأثير المحتمل للعودة
تأتي هذه التكهنات في وقت حساس بالنسبة لريال مدريد. على الصعيد المحلي، يعاني الفريق من أزمة إصابات في خط الدفاع، أبرزها إصابة إيدير ميليتاو ودافيد ألابا بقطع في الرباط الصليبي. هذا الوضع دفع المدرب كارلو أنشيلوتي للاعتماد على حلول مؤقتة. من هنا، تبدو فكرة عودة راموس، حتى لو بعقد قصير الأمد، منطقية من الناحية الفنية؛ فهو يمتلك خبرة لا تضاهى، وشخصية قيادية قوية، وقدرة على تسجيل الأهداف، وهي صفات قد يحتاجها الفريق بشدة في المراحل الحاسمة من الموسم. على الصعيدين الإقليمي والدولي، ستكون عودة راموس حدثًا إعلاميًا ضخمًا، حيث سيعيد أحد أبرز نجوم كرة القدم في العقدين الأخيرين إلى الواجهة مع أكبر نادٍ في العالم، مما سيولد اهتمامًا هائلاً بالدوري الإسباني.
ورغم أن إدارة ريال مدريد لم تصدر أي تعليق رسمي، والتقارير الصحفية لم تؤكد وجود مفاوضات، إلا أن تفاعل راموس البسيط كان كافيًا لتقسيم الآراء. فبينما يرى البعض في عودته حلاً مثاليًا وخاتمة تليق بمسيرته، يرى آخرون أن النادي قد طوى صفحته وبدأ في بناء مستقبل جديد. يبقى السؤال معلقًا: هل كانت مجرد لمسة إعجاب عابرة، أم تمهيد حقيقي لـ”رقصة أخيرة” على عشب البرنابيو؟