أكد أسطورة الدفاع الإسباني وبطل العالم السابق، سيرخيو راموس، يوم السبت، قراره النهائي بعدم تجديد عقده مع نادي مونتيري المكسيكي، لينهي بذلك رحلة قصيرة ولكنها مؤثرة في ملاعب أميركا الشمالية بدأت في شباط/فبراير الماضي. وجاء هذا الإعلان ليضع حداً للتكهنات حول مستقبل اللاعب في الدوري المكسيكي، فاتحاً الباب أمام فصل جديد في مسيرته الاحترافية الطويلة.
نهاية المشوار في المكسيك
أعلن راموس (39 عاماً) عن قراره عقب خروج فريقه من نصف نهائي البطولة الشتوية في الدوري المكسيكي بعد الخسارة أمام تولوكا. وفي تصريحات مقتضبة وحاسمة للتلفزيون المكسيكي، قال المدافع المخضرم: "نعم، هذه آخر مباراة لي". وكانت التقارير الصحفية قد استبقت هذا الإعلان الأسبوع الماضي، مؤكدة أن راموس قرر عدم تمديد ارتباطه مع فريق "رايادوس"، حيث ينتهي عقده الحالي بنهاية الشهر الجاري.
وخلال فترته مع مونتيري، خاض المدافع الأندلسي 27 مباراة في مختلف المسابقات، أظهر خلالها حسه التهديفي المعروف بتسجيله 6 أهداف. كما شارك مع الفريق في أربع مباريات ضمن منافسات كأس العالم للأندية في يونيو/يوليو الماضي، وهي البطولة التي ودعها الفريق من الدور ثمن النهائي أمام بوروسيا دورتموند الألماني.
مسيرة أسطورية وخلفية تاريخية
لا يمكن الحديث عن تحركات سيرخيو راموس دون النظر إلى الإرث الهائل الذي يحمله اللاعب على عاتقه. يُعد راموس أحد أعظم المدافعين في تاريخ كرة القدم، حيث سطر تاريخاً ذهبيًا مع ريال مدريد على مدار 16 موسماً، توج خلالها بلقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات، بالإضافة إلى العديد من ألقاب الدوري الإسباني وكأس الملك. وتتميز مسيرته بالروح القيادية العالية والأهداف الحاسمة في الأوقات القاتلة، مما جعله أيقونة كروية عالمية تتجاوز حدود الأندية التي لعب لها.
وعلى الصعيد الدولي، كان راموس ركيزة أساسية في "الجيل الذهبي" للمنتخب الإسباني الذي هيمن على الكرة العالمية، محققاً الثلاثية التاريخية: كأس الأمم الأوروبية 2008، كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، وكأس الأمم الأوروبية 2012. هذا التاريخ الحافل يفسر الطموح الكبير الذي لا يزال يراود اللاعب رغم تقدمه في العمر.
طموح العودة لأوروبا وحلم المونديال
رغم عدم كشفه عن وجهته المقبلة بشكل رسمي، إلا أن التقارير الصحفية تشير بقوة إلى رغبة راموس في العودة إلى أحد الأندية الأوروبية الكبرى. الهدف الرئيسي خلف هذه الخطوة هو استعادة مكانه في تشكيلة المنتخب الإسباني والمنافسة على مقعد في قائمة "لا روخا" المشاركة في كأس العالم 2026. يدرك راموس أن اللعب في المستويات العليا في أوروبا هو بوابته الوحيدة لإقناع الجهاز الفني للمنتخب بقدرته على العطاء دولياً مرة أخرى.
سياق المنافسة في المكسيك
يُذكر أن الدوري المكسيكي، الذي قضى فيه راموس فترته الأخيرة، يتميز بنظام فريد مشابه للعديد من دول أميركا اللاتينية، حيث تُنظم بطولتان في العام الواحد: بطولة افتتاحية (Apertura) وأخرى ختامية (Clausura). وتتسم هذه المنافسات بالندية العالية والحضور الجماهيري الغفير، مما جعل تجربة راموس هناك محط أنظار الإعلام الرياضي العالمي، وأضافت بعداً تسويقياً كبيراً للدوري المكسيكي خلال الأشهر الماضية.