في إنجاز جديد يضاف إلى سجل نجاحاتها في حماية أمن المملكة، أعلنت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك “زاتكا” عن تمكنها من إحباط محاولتين منفصلتين لتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة عبر منفذي ميناء ضباء ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة. وأسفرت العمليتان عن ضبط ما مجموعه 3.8 كيلوغرامات من مادة الكوكايين شديدة الخطورة، بالإضافة إلى 52,352 حبة من الإمفيتامين المخدر، المعروف باسم “الكبتاجون”.
تفاصيل العمليات الأمنية
أوضح المتحدث الرسمي باسم “زاتكا”، الأستاذ حمود الحربي، أن العملية الأولى تمت في جمرك ميناء ضباء، حيث أثارت إرسالية تحتوي على ألواح خشبية شكوك المراقبين الجمركيين. وبعد إخضاعها للتفتيش الدقيق عبر التقنيات الحديثة والوسائل الحية، تم العثور على 52,352 حبة كبتاجون مُخبأة بطريقة احترافية داخل تجاويف الألواح الخشبية في محاولة يائسة لتضليل رجال الجمارك.
أما المحاولة الثانية، فقد شهدها مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، حيث تم الاشتباه في أمتعة أحد المسافرين القادمين إلى المملكة. وبتفتيش الأمتعة، عُثر على 3.8 كيلوغرامات من مادة الكوكايين المخدرة، كانت مخبأة في قاع الحقيبة.
التنسيق الأمني يُسقط شبكة الاستقبال
وأكد الحربي أنه فور إتمام عمليات الضبط، تم التنسيق الفوري مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات (Mokافحة)، التي باشرت عمليات التحري والمتابعة الأمنية. وقد أثمر هذا التعاون المثمر عن تحديد هوية مستقبلي هذه الشحنات داخل المملكة والقبض عليهم، حيث بلغ عددهم 4 أشخاص.
السياق الأوسع: المملكة في حرب مستمرة ضد المخدرات
تأتي هذه العمليات الناجحة في سياق الجهود الوطنية المستمرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لمكافحة آفة المخدرات التي تستهدف أمنها الاجتماعي وشبابها. وتُعد المملكة هدفًا رئيسيًا لشبكات التهريب الإقليمية والدولية نظرًا لمكانتها الاقتصادية والاستراتيجية. وتعتبر حبوب الكبتاجون، على وجه الخصوص، واحدة من أكثر المواد المخدرة انتشارًا في المنطقة، حيث ترتبط تجارتها بتمويل التنظيمات الإجرامية والإرهابية وزعزعة استقرار المجتمعات. أما الكوكايين، فيمثل جزءًا من شبكات الجريمة المنظمة العابرة للقارات التي تسعى لإيجاد أسواق جديدة لسمومها.
أهمية العملية وتأثيرها المتوقع
إن نجاح هيئة “زاتكا” في إحباط هاتين المحاولتين لا يقتصر تأثيره على حماية المجتمع المحلي من أضرار هذه المواد المدمرة صحيًا واجتماعيًا فحسب، بل يبعث برسالة ردع قوية لمهربي ومروجي المخدرات بأن منافذ المملكة البرية والبحرية والجوية حصينة ومنيعة بفضل يقظة رجالها وتقنياتها المتقدمة. وعلى الصعيد الإقليمي، تساهم هذه الضبطيات في تفكيك خطوط الإمداد لشبكات التهريب، مما يحد من قدرتها على إغراق المنطقة بالمواد المخدرة ويُعزز الأمن الإقليمي المشترك.
وجدد المتحدث الرسمي تأكيده على أن “زاتكا” ماضية في تشديد الرقابة الجمركية على كافة الواردات والصادرات، والوقوف سدًا منيعًا أمام كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن ومقدراته. ودعا الحربي المواطنين والمقيمين إلى الإسهام في هذه الحرب الوطنية عبر الإبلاغ عن أي معلومات تتعلق بجرائم التهريب من خلال القنوات الرسمية المتاحة على مدار الساعة، مؤكدًا على السرية التامة للمبلغين ووجود مكافآت مالية مجزية في حال صحة البلاغ.