شهدت منطقة تبوك اليوم حالة من عدم الاستقرار الجوي، تمثلت في هطول أمطار تراوحت حدتها بين الخفيفة والمتوسطة والغزيرة، شملت أجزاء واسعة من المنطقة ومحافظاتها، في مشهد يبشر بموسم شتوي مميز لهذه المنطقة الحيوية من المملكة العربية السعودية.
وفي التفاصيل الميدانية للحالة الجوية، هطلت أمطار غزيرة على محافظة البدع التابعة لمنطقة تبوك، حيث تركزت غزارة المياه على شواطئ مقنا الساحلية، ومركز أبو رمانة، بالإضافة إلى جريان المياه في أودية موسى، وقصارى، والظرافة. وتعد هذه المناطق الساحلية من الوجهات السياحية الهامة التي تتأثر بشكل مباشر بالحالات المطرية القادمة من البحر الأحمر.
وعلى صعيد متصل، امتدت رقعة الأمطار لتشمل محافظة الوجه وعدداً من المراكز الإدارية التابعة لمنطقة تبوك، حيث سجلت هطولات مطرية تراوحت بين الخفيفة والمتوسطة. وقد شملت هذه الأمطار مراكز بجده، وشقري، والبديعة، ومركز بئر بن هرماس، والعيينة. كما طالت الأمطار المرتفعات الجبلية الشهيرة مثل جبل اللوز ومركز السرو، وصولاً إلى حالة عمار والضواحي المحيطة بها.
الأهمية الجغرافية والبيئة للحالة المطرية:
تكتسب الأمطار في منطقة تبوك أهمية استراتيجية وبيئية بالغة، حيث تقع المنطقة في الركن الشمالي الغربي للمملكة، وتتميز بتضاريسها المتنوعة التي تجمع بين السواحل البحرية الممتدة والجبال الشاهقة مثل جبال اللوز التي غالباً ما تكتسي بالبياض في الشتاء. تساهم هذه الأمطار في تغذية المخزون الجوفي للمياه، وهو أمر حيوي لمنطقة تشتهر بنشاطها الزراعي الكثيف، حيث تعد تبوك سلة غذاء رئيسية تنتج الفواكه والورود والقمح.
تنبيهات السلامة والدفاع المدني:
تزامناً مع هذه التقلبات الجوية، عادة ما تطلق المديرية العامة للدفاع المدني والمركز الوطني للأرصاد تحذيرات للمواطنين والمقيمين بضرورة توخي الحيطة والحذر. ويشدد الخبراء دائماً في مثل هذه الأجواء على أهمية الابتعاد عن بطون الأودية ومجاري السيول، خاصة في المناطق المنخفضة مثل أودية موسى وقصارى التي شهدت هطولات غزيرة، وذلك لضمان سلامة الأرواح والممتلكات.
وتشير التوقعات المناخية العامة للمنطقة في مثل هذا الوقت من العام إلى استمرار فرص هطول الأمطار، مما يعزز من الجاذبية السياحية للمنطقة، خاصة مع توجه الأنظار نحو مشاريع البحر الأحمر ونيوم التي تقع ضمن أو بمحاذاة هذا النطاق الجغرافي، مما يجعل متابعة أحوال الطقس أمراً ضرورياً للزوار والسكان على حد سواء.
