شهدت مناطق مختلفة من المملكة العربية السعودية، يوم السبت، تقلبات جوية ملحوظة تمثلت في هطول أمطار تراوحت بين المتوسطة والغزيرة، تركزت بشكل خاص على محافظة طريف في منطقة الحدود الشمالية ومحافظة أملج التابعة لمنطقة تبوك. وقد شملت هذه الهطولات ضواحي طريف، بالإضافة إلى مراكز الحرة الشمالية وعمق في محافظة أملج، مما أدى إلى جريان بعض الشعاب والأودية وارتفاع منسوب المياه في المناطق المنخفضة.
وأوضح المركز الوطني للأرصاد في تقريره عن حالة الطقس، أن هذه الحالة المطرية تأتي تزامناً مع بداية تأثير نظام جوي يغطي معظم مناطق المملكة اعتباراً من السبت 6 ديسمبر 2025م. وتشير التوقعات الأرصادية إلى استمرار فرص هطول الأمطار الرعدية المصحوبة بنشاط في الرياح السطحية، وتساقط البرد، مع احتمالية عالية لجريان السيول في المناطق المعرضة لذلك، خاصة في المدينة المنورة، حائل، وتبوك، مما يستدعي أخذ الحيطة والحذر.
ومن الناحية الجغرافية والمناخية، تعد هذه المناطق الشمالية والشمالية الغربية من المملكة بوابة عبور للمنخفضات الجوية القادمة من البحر المتوسط أو الناتجة عن تمدد منخفض البحر الأحمر خلال فصل الشتاء. وتكتسب الأمطار في هذه المناطق أهمية بيئية كبرى، حيث تساهم في ري الغطاء النباتي الصحراوي وتغذية المياه الجوفية، إلا أن طبيعة التضاريس في مناطق مثل أملج الساحلية أو طريف ذات الطبيعة الصحراوية المفتوحة قد تحول الأمطار الغزيرة إلى سيول جارفة في وقت قصير، مما يبرز أهمية التحذيرات المبكرة.
وفي سياق التعامل مع هذه الحالات الجوية، تشدد الجهات المعنية، وعلى رأسها المديرية العامة للدفاع المدني، على ضرورة التزام المواطنين والمقيمين بتعليمات السلامة خلال مواسم الأمطار. ويشمل ذلك الابتعاد تماماً عن مجاري السيول وبطون الأودية، وتجنب ارتياد المناطق البرية المنخفضة أثناء هطول الأمطار، بالإضافة إلى توخي الحذر عند القيادة في الطرق الخارجية التي قد تشهد تدنياً في مدى الرؤية الأفقية بسبب غزارة المطر أو الضباب المصاحب لهذه الحالة الجوية.
وتشير الخرائط الجوية إلى أن تأثير الحالة المطرية قد يمتد ليشمل مناطق أوسع خلال الأيام القليلة المقبلة، مع توقعات باشتداد الحالة على بعض المحافظات الساحلية والمرتفعات، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأمواج واضطراب البحر الأحمر، وهو ما يستوجب متابعة مستمرة للنشرات الجوية الآنية الصادرة عن الجهات الرسمية لضمان سلامة الجميع.