أصدر المركز الوطني للأرصاد تقريراً مفصلاً حول حالة الطقس المتوقعة في المملكة العربية السعودية، متضمناً حزمة من الإنذارات المتنوعة التي غطت أربع مناطق رئيسية. وتراوحت هذه التنبيهات بين تحذيرات من هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة قد تؤدي إلى جريان السيول في المناطق الغربية والجنوبية، وبين تنبيهات بشأن موجات من الأتربة المثارة والعوالق الترابية التي تتسبب في تدني مدى الرؤية الأفقية في الأجزاء الشمالية من البلاد.
تفاصيل الحالة المطرية في مكة وعسير
في تطور لافت للحالة الجوية، رفع المركز درجة الإنذار إلى المستوى "البرتقالي" في منطقة مكة المكرمة، مع تركيز خاص على محافظة الطائف. وحذر المركز من حالة مطرية تبدأ من ساعات الظهيرة وتستمر حتى الثامنة مساءً، وتتسم هذه الحالة برياح هابطة شديدة السرعة وشبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية، مما يستدعي الحذر أثناء القيادة على الطرق السريعة والمناطق المفتوحة.
وبالتوازي مع ذلك، تشهد المرتفعات الجنوبية في منطقة عسير، وتحديداً في محافظتي رجال ألمع ومحايل، سيناريو جوياً مماثلاً يقع تحت طائلة الإنذار البرتقالي. وتشير التوقعات إلى تساقط حبات البرد وجريان السيول في الأودية والشعاب، مصحوبة بصواعق رعدية قوية خلال نفس الفترة الزمنية الحرجة، وهو ما يعكس الطبيعة الجغرافية للمنطقة حيث تساهم جبال السروات في تكثيف السحب الركامية الممطرة.
الأجواء المغبرة في المناطق الشمالية
على الجانب الآخر من الخريطة المناخية للمملكة، تسيطر الأجواء المغبرة على المشهد في شمال البلاد. فقد نبهت الأرصاد سكان منطقة الحدود الشمالية، وتحديداً في محافظة طريف، من نشاط ملحوظ للرياح السطحية يؤدي إلى إثارة الأتربة والغبار، مما يتسبب في تدني الرؤية الأفقية إلى مستويات تتراوح بين 3 و5 كيلومترات، وتستمر هذه الحالة حتى غروب الشمس.
وتمتد هذه التأثيرات الغبارية لتشمل منطقة الجوف، بتركيز خاص على محافظتي القريات وطبرجل، اللتين تخضعان لإنذار باللون الأصفر. ويستوجب هذا التنبيه الحذر من انخفاض مستوى الرؤية الأفقية بدءاً من الساعة الثانية ظهراً، نظراً لطبيعة المنطقة الصحراوية المفتوحة التي تساعد على سرعة انتقال الأتربة مع الرياح النشطة.
أهمية نظام الإنذار المبكر والسياق الجغرافي
تكتسب هذه التحذيرات أهمية قصوى في ظل التنوع المناخي الكبير الذي تتمتع به المملكة العربية السعودية. فبينما تتأثر المناطق الشمالية بالكتل الهوائية القادمة من المتوسط أو المناطق الصحراوية المجاورة مما يثير الغبار، تتمتع المرتفعات الغربية والجنوبية بخصائص تضاريسية تجعلها عرضة للأمطار الموسمية المفاجئة والسيول المنقولة. ويعد نظام الإنذار المبكر الآلي التابع للمركز الوطني للأرصاد أداة حيوية في إدارة الأزمات وحماية الأرواح والممتلكات، حيث يساعد الجهات المعنية والمواطنين على اتخاذ التدابير الاستباقية اللازمة.
توصيات السلامة والدفاع المدني
وفي ضوء هذه البيانات الأرصادية، تتسم الحالة الجوية في المناطق الممطرة بخطورة محتملة نظراً لاحتمالية تشكل السيول المفاجئة وتساقط البرد. وبناءً على ذلك، تشدد الجهات المختصة، بما فيها الدفاع المدني، على ضرورة توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، والابتعاد التام عن بطون الأودية ومجاري المياه والسدود أثناء هطول الأمطار. كما يُنصح قائدو المركبات في المناطق الشمالية بتخفيف السرعة واستخدام الإشارات التحذيرية نظراً لتدني الرؤية.
ومن المتوقع أن تستمر هذه الاضطرابات الجوية المتزامنة لساعات عدة، حيث تشير النماذج العددية إلى أن حدة الحالة ستبدأ في التراجع التدريجي مع حلول ساعات المساء الأولى في المناطق الشمالية، بينما قد تستمر فرص الهطول المطري وتكون السحب الرعدية في الغرب والجنوب حتى الساعة الثامنة ليلاً، مما يتطلب متابعة مستمرة لتحديثات الطقس عبر القنوات الرسمية.