انخفاض طفيف لمؤشر “تاسي” في مستهل تعاملات الإثنين
افتتح مؤشر سوق الأسهم السعودية الرئيسي (تاسي) تداولات يوم الإثنين، بداية الأسبوع، على تراجع طفيف بلغت نسبته 0.1%، ليستقر عند مستوى 10,580 نقطة. وشهدت الدقائق الأولى من الجلسة تداولات بقيمة وصلت إلى حوالي 172.6 مليون ريال سعودي، مما يعكس بداية حذرة من قبل المستثمرين.
ووفقًا للبيانات الصادرة عن “تداول السعودية”، بلغت كمية الأسهم المتداولة في مستهل الجلسة نحو 7.6 مليون سهم، في حين استقرت القيمة السوقية الإجمالية للسوق عند ما يقارب 9 تريليونات ريال، مما يؤكد مكانة السوق السعودية كأكبر سوق مالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
السياق العام وأداء السوق السعودية
يأتي هذا الأداء في سياق اقتصادي عالمي ومحلي متغير. فالسوق المالية السعودية، التي تعد مرآة للاقتصاد الوطني، تتأثر بمجموعة من العوامل المتشابكة. على الصعيد العالمي، تظل أسعار النفط، التي تشكل محركًا رئيسيًا للإيرادات الحكومية والإنفاق، عاملاً حاسمًا. كما أن قرارات السياسة النقدية من قبل البنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسها الفيدرالي الأمريكي، تنعكس بشكل مباشر على تكاليف الاقتراض ومعنويات المستثمرين في الأسواق الناشئة، بما فيها السعودية.
محليًا، يرتبط أداء السوق ارتباطًا وثيقًا بتقدم مشاريع رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد على النفط. وتلعب السوق دورًا محوريًا في تمويل هذه المشاريع وجذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة بعد إدراجها ضمن مؤشرات الأسواق الناشئة العالمية مثل MSCI وFTSE Russell، مما زاد من سيولتها وجاذبيتها للمحافظ الاستثمارية الدولية.
أداء القطاعات والأسهم الفردية
أظهرت تفاصيل الجلسة تبايناً في أداء الشركات؛ حيث سجلت أسهم 112 شركة ارتفاعًا في قيمتها، مقابل انخفاض أسهم 121 شركة من إجمالي 262 شركة مدرجة في السوق الرئيسية. هذا التباين يشير إلى أن المستثمرين يقومون بعمليات انتقائية بناءً على أداء قطاعات محددة أو أخبار جوهرية تتعلق بشركات بعينها.
- الأسهم الأكثر ارتفاعًا: تصدرت القائمة أسهم كل من: الاستثمار ريت، وسايكو، والعمران، ودله الصحية، وأسمنت السعودية.
- الأسهم الأكثر انخفاضًا: بينما كانت أسهم يو سي آي سي، والشرقية للتنمية، وطيبة، ومسك، والأندلس هي الأكثر تراجعًا في بداية التعاملات.
استقرار في السوق الموازية “نمو”
على صعيد السوق الموازية (نمو)، التي تعد منصة حيوية للشركات الصغيرة والمتوسطة الواعدة، استقر المؤشر عند مستوى 23,911 نقطة. وبلغت قيمة التداولات في “نمو” حوالي 100 ألف ريال، بكمية أسهم متداولة بلغت 23.6 ألف سهم. وشهدت السوق ارتفاع أسهم 4 شركات مقابل انخفاض 3 شركات، مما يعكس استقرارًا نسبيًا في هذه السوق التي تتميز عادةً بتقلبات أعلى نظرًا لطبيعة الشركات المدرجة فيها.
ويترقب المستثمرون خلال الأسبوع صدور المزيد من البيانات الاقتصادية وإعلانات الشركات التي قد تحدد مسار السوق على المدى القصير، مع استمرار مراقبة التطورات الجيوسياسية وأسواق الطاقة العالمية التي تلقي بظلالها على المشهد الاستثماري الإقليمي والدولي.