تراجع المؤشر الرئيسي للسوق السعودية
أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية الرئيسي (تاسي) جلسة تداولاته ليوم الإثنين على انخفاض، مسجلاً تراجعاً بنسبة 0.5% ليفقد حوالي 53 نقطة ويغلق عند مستوى 10543 نقطة. جاء هذا الأداء وسط تداولات بلغت قيمتها الإجمالية مليار ريال سعودي، مما يعكس حالة من الحذر بين المستثمرين. ووفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن “تداول السعودية”، بلغت كمية الأسهم المتداولة خلال الجلسة نحو 167.7 مليون سهم، في حين استقرت القيمة السوقية الإجمالية عند حوالي 8.9 تريليون ريال.
السياق العام وأداء القطاعات
يأتي هذا التراجع في سياق متقلب تشهده الأسواق العالمية، حيث تتأثر معنويات المستثمرين بعوامل متعددة تشمل أسعار النفط، ومؤشرات التضخم العالمية، وقرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة. وتعتبر سوق الأسهم السعودية، الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مؤشراً حيوياً ليس فقط للاقتصاد المحلي ولكن أيضاً كمرآة لثقة المستثمرين الإقليميين والدوليين في المنطقة. وقد شهدت الجلسة هيمنة للأسهم المنخفضة، حيث تراجعت أسهم 154 شركة، بينما ارتفعت أسهم 103 شركات فقط من إجمالي 263 شركة مدرجة في السوق الرئيسية، مما يشير إلى ضغوط بيعية واسعة النطاق.
أبرز الأسهم أداءً
على صعيد أداء الشركات، برزت أسهم شركات “الاستثمار ريت”، و”الأبحاث والإعلام”، و”رسن”، و”متكاملة”، و”نقي” ضمن قائمة الأكثر ارتفاعاً. في المقابل، تصدرت أسهم شركات “صدق”، و”الجزيرة ريت”، و”شري”، و”يو سي آي سي”، و”الكابلات السعودية” قائمة الأسهم الأكثر انخفاضاً، مما يعكس تبايناً في أداء القطاعات المختلفة.
أداء إيجابي للسوق الموازية “نمو”
في المقابل، خالفت السوق الموازية (نمو) الاتجاه العام للسوق الرئيسية، حيث أغلق مؤشرها على ارتفاع بنسبة 0.4% ليصل إلى مستوى 23994 نقطة. وبلغت قيمة التداولات في “نمو” حوالي 21.7 مليون ريال، بكمية أسهم متداولة بلغت 2.5 مليون سهم. ويعكس هذا الأداء الإيجابي غالباً الطبيعة المختلفة للشركات المدرجة في السوق الموازية، والتي تكون في معظمها شركات صغيرة ومتوسطة ذات آفاق نمو واعدة قد تجذب شريحة مختلفة من المستثمرين الباحثين عن فرص استثمارية مغايرة. وشهدت “نمو” ارتفاع أسهم 30 شركة مقابل انخفاض 49 شركة من أصل 126 شركة مدرجة.
الأهمية والتأثير المتوقع
يعكس أداء سوق الأسهم السعودية اليوم حالة من الترقب الحذر التي تسود أوساط المستثمرين. وعلى الصعيد المحلي، يؤثر أداء السوق بشكل مباشر على ثروات المستثمرين الأفراد والمؤسسات، كما أنه يعد مؤشراً مهماً على صحة الاقتصاد السعودي الذي يسير بخطى حثيثة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030 وتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط. إقليمياً ودولياً، يراقب المستثمرون الأجانب أداء “تاسي” عن كثب كونه بوابة رئيسية للاستثمار في أكبر اقتصاد عربي، وأي تقلبات فيه قد تؤثر على تدفقات الاستثمار الأجنبي إلى المنطقة بأكملها.