في احتفالية وطنية عكست روح البذل والعطاء، توّجت جمعية الكشافة العربية السعودية جهود وحداتها الميدانية المتميزة التي شاركت بفاعلية في موسم حج 1446هـ. أقيم الحفل الرسمي في العاصمة الرياض، حيث تم تثمين الدور البطولي الذي قام به أفراد الكشافة في خدمة ضيوف الرحمن، مؤكدين أن هذا التكريم يمثل تقديراً من المنظومة الوطنية للتفاني في العمل التطوعي والإنساني.
مراسم الاحتفاء وتوثيق الجهود
شهد مسرح الكلية التقنية بالرياض مراسم هذا الاحتفاء البهيج، بحضور نائب رئيس الجمعية والمشرف العام على المعسكرات، الدكتور عبدالرحمن المديرس، وسط حضور قيادي رفيع المستوى. وقد أسدل الستار من خلال هذا الحفل على موسم استثنائي من العطاء الكشفي في المشاعر المقدسة. وتضمن الحفل عرضاً وثائقياً مرئياً استعرض مشاهد حية من الميدان، موثقاً رحلة البذل التي قدمها أفراد الكشافة، ومسلطاً الضوء على المبادرات النوعية التي ساهمت في انسيابية الخدمات المقدمة للحجاج وتركت أثراً إيجابياً مباشراً في تجربتهم الإيمانية.
تاريخ عريق من الخدمة العامة
لا يعد هذا التميز وليد اللحظة، بل هو امتداد لتاريخ عريق سطرته الكشافة السعودية منذ عقود في خدمة الحجاج. فقد دأبت الجمعية عبر معسكرات الخدمة العامة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة على تقديم نموذج حضاري مشرف للشباب السعودي. وتتنوع المهام التي يؤديها الكشافة بين إرشاد التائهين، والمساهمة في تفويج الحشود، والمساندة الصحية، والتعاون مع مختلف القطاعات الحكومية، مما جعل الكشاف السعودي أيقونة بارزة في منظومة الحج السنوية.
البعد الاستراتيجي ورؤية 2030
في كلمته خلال الحفل، ربط الدكتور المديرس بين هذا التكريم واليوم العالمي للتطوع، مشيراً إلى أن تزامن الحدثين يمنح المناسبة بعداً استراتيجياً يعكس عمق التجربة السعودية في العمل الإنساني. ويأتي هذا الجهد متناغماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تطمح للوصول إلى مليون متطوع، حيث تمثل الكشافة رافداً أساسياً لتحقيق هذا الهدف الوطني النبيل، مرسخة مكانتها كنموذج وطني مضيء منذ أكثر من قرن من الزمان.
الدعم القيادي والتكامل المؤسسي
وثمّن المديرس الدعم السخي والمستمر من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد لقطاع الكشافة، مؤكداً أن النجاحات المتحققة في موسم 1446هـ هي ثمرة مباشرة لاهتمام القيادة الرشيدة بتطوير منظومة خدمة الحجاج وتمكين العمل التطوعي. وأشار إلى أن التكامل بين القطاعات الكشفية وشركاء النجاح كان العامل الحاسم في تحويل الخطط النظرية إلى واقع ملموس خفف العبء عن الحجاج وساهم في تيسير أداء نسكهم.
واختتمت المراسم بتسليم الدروع التقديرية للوحدات التي حققت أعلى معايير الأداء والتميز، بالإضافة لتكريم الكلية التقنية بالرياض نظير شراكتها الفاعلة واستضافتها لهذا الحدث الوطني، مما يعزز روح التنافس الإيجابي استعداداً للمواسم القادمة.