في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز العمل التطوعي ومواكبة التحولات الوطنية المتسارعة، عقد المكتب التنفيذي لجمعية الكشافة العربية السعودية اجتماعه الرابع في العاصمة الرياض، برئاسة رئيس مجلس الإدارة الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم المديرس. وقد تصدرت مناقشات الاجتماع ملفات حيوية، أبرزها تحديث النظام الأساسي للجمعية ورسم ملامح الخطة الاستراتيجية المستقبلية لعام 2026.
سياق تاريخي ودور ريادي
تأتي هذه التحركات التطويرية استكمالاً لمسيرة تاريخية عريقة لجمعية الكشافة العربية السعودية، التي تأسست رسمياً بموجب مرسوم ملكي في عام 1381هـ (1961م). ومنذ ذلك الحين، لعبت الجمعية دوراً محورياً في تنمية الشباب السعودي، وبرزت بشكل لافت في خدمة ضيوف الرحمن خلال مواسم الحج والعمرة، مما جعلها نموذجاً يُحتذى به في العمل الكشفي على المستويين العربي والعالمي. ويأتي الاجتماع الحالي ليؤكد التزام الجمعية بالحفاظ على هذا الإرث مع تطوير أدواتها لتناسب متطلبات العصر الرقمي والاحتياجات المتجددة للشباب.
مواءمة مع رؤية المملكة 2030
ناقش الاجتماع باستفاضة مشروع استراتيجية الجمعية والخطة التشغيلية لعام 2026، حيث تم التركيز على ضمان مواءمة هذه الخطط مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، لا سيما فيما يتعلق برفع عدد المتطوعين إلى مليون متطوع، وتعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية. وتستهدف الاستراتيجية الجديدة تحويل العمل الكشفي من مجرد نشاط موسمي إلى أسلوب حياة وثقافة مستدامة، تساهم في بناء شخصية وطنية مبادرة وفاعلة.
تحديث المنظومة التعليمية والقيادية
وفي إطار السعي لرفع جودة المخرجات التربوية، استعرض المكتب التنفيذي تحديثات شاملة لأدلة التأهيل القيادي والمناهج الكشفية لمختلف المراحل. وتهدف هذه التحديثات إلى تزويد القادة الكشافة والفتية بمهارات القرن الحادي والعشرين، بما في ذلك القيادة الرقمية، وإدارة الأزمات، والابتكار الاجتماعي، مما يعزز من الأثر الإيجابي للحركة الكشفية في المجتمع.
قرارات تنظيمية لتعزيز الكفاءة
اختتم الاجتماع باتخاذ حزمة من القرارات والتوصيات التي تصب في مصلحة تطوير الهيكل التنظيمي للعمل الكشفي. ويضطلع المكتب التنفيذي بمهام جسيمة تشمل إعداد اللوائح المنظمة، اعتماد تشكيل الوحدات والمجموعات الكشفية، ودراسة البرامج التنفيذية للخطة السنوية. كما يتولى المكتب مهمة التنسيق بين مختلف القطاعات الكشفية في المملكة، واقتراح أسماء الرواد والقيادات المستحقة للتكريم، مما يضمن بيئة عمل محفزة ومنظمة تدعم استدامة العمل التطوعي.
