نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وشهادةً على الأهمية التي توليها المملكة العربية السعودية لسياستها الخارجية، أدى السفراء السعوديون المعينون حديثاً لدى عدد من الدول الشقيقة والصديقة القسم أمام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وذلك في الديوان الملكي.
تُمثل مراسم أداء القسم إجراءً دستورياً وبروتوكولياً راسخاً في النظام السياسي السعودي، حيث يُعد بمثابة التزام رسمي وعهد ولاء من قبل الدبلوماسيين لخدمة الدين ثم الملك والوطن. وينص القسم على أن يلتزم السفير بالحفاظ على أسرار الدولة، ورعاية مصالحها في الخارج، والعمل بكل أمانة وإخلاص لتعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية. ويعكس أداء القسم أمام ولي العهد الدور المحوري الذي يلعبه سموه في قيادة وتنفيذ السياسة الخارجية للمملكة، بما ينسجم مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين.
تأتي هذه التعيينات في سياق مرحلة حيوية تشهدها الدبلوماسية السعودية، التي تعمل بنشاط على تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030. لم يعد دور السفير مقتصراً على التمثيل السياسي التقليدي، بل أصبح يمتد ليشمل مهاماً اقتصادية وثقافية واستثمارية بالغة الأهمية. فالسفراء الجدد مكلفون بالترويج للفرص الاستثمارية الواعدة في المملكة، وجذب رؤوس الأموال الأجنبية، وتعزيز التبادل التجاري، بالإضافة إلى بناء جسور التواصل الثقافي والحضاري مع دول العالم، وتقديم صورة مشرقة عن التحولات الكبرى التي تشهدها السعودية.
على الصعيدين الإقليمي والدولي، يُتوقع أن يسهم هؤلاء السفراء في تعزيز شراكات المملكة الاستراتيجية، وتوضيح مواقفها من القضايا المختلفة، والدفاع عن مصالحها العليا. إن إرسال ممثلين دبلوماسيين جدد هو رسالة واضحة على حرص السعودية على تقوية علاقاتها الثنائية مع هذه الدول، وتنسيق الجهود المشتركة لمواجهة التحديات العالمية، مثل أمن الطاقة، والتغير المناخي، ومكافحة الإرهاب، والسعي نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. ويُعد هذا الحدث تأكيداً على استمرارية النهج الدبلوماسي السعودي القائم على الحوار والتعاون والاحترام المتبادل.