أعلن وزير الصحة السعودي، فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، عن أرقام تاريخية حققتها المنظومة الصحية في المملكة، وذلك خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن فعاليات “ملتقى الميزانية 2026″، التي عقدت اليوم تحت عنوان “الميزانية في إطار تطوير الخدمات الأساسية”. وشارك في الجلسة إلى جانبه كل من وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي، ووزير التعليم يوسف البنيان، حيث تم استعراض أثر الدعم الحكومي السخي في إحداث نقلة نوعية في جودة الحياة.
رؤية 2030 وتحول القطاع الصحي
تأتي هذه الإنجازات تتويجاً لجهود “برنامج تحول القطاع الصحي”، أحد ركائز رؤية المملكة 2030، الذي يهدف إلى إعادة هيكلة القطاع الصحي ليكون نظاماً صحياً شاملاً وفعالاً ومتكاملاً. وأكد الجلاجل في كلمته أن ميزانية عام 2026 تعكس مرحلة جديدة من النماء، مشيراً إلى أن الدعم اللامحدود من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- مكن الوزارة من تحقيق مستهدفات استراتيجية كانت تبدو بعيدة المنال، مرسخة مبدأ “صحة المواطن أولاً” كواقع ملموس.
ارتفاع متوسط العمر ومؤشرات السلامة
وفي لغة الأرقام التي تعكس التطور الحقيقي، كشف وزير الصحة عن ارتفاع متوسط العمر المتوقع في المملكة ليصل إلى 79.7 عاماً في عام 2025، مقارنة بـ 74 عاماً فقط في عام 2016، وهو مؤشر حيوي يعكس تحسن جودة الرعاية الصحية والبيئة المعيشية. كما استعرض الوزير انخفاضاً هائلاً في الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق بنسبة 60%، وهو ما يعزز من أمان الطرق وفعالية الاستجابة للطوارئ.
وعلى صعيد مكافحة الأمراض، حققت المملكة إنجازاً عالمياً بخفض الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية بنسبة 50%، وتقليل وفيات الأمراض المزمنة (غير المعدية) بنسبة 40%، بالإضافة إلى تراجع وفيات الإصابات غير المقصودة بنسبة 30%، مما يضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة صحياً.
كفاءة التشغيل وسرعة الاستجابة
لم تقتصر الإنجازات على المؤشرات الحيوية فحسب، بل شملت الكفاءة التشغيلية؛ حيث أوضحت البيانات وصول التغطية الجغرافية للخدمات الصحية إلى 97.4%. وشهد عام 2025 إضافة أكثر من 1,700 سرير في المستشفيات الحكومية وقرابة 2,900 سرير في القطاع الخاص. وفيما يخص الخدمات الإسعافية، نجح الهلال الأحمر السعودي في تقليص زمن الاستجابة للبلاغات من 25 دقيقة في 2016 إلى 10 دقائق فقط في 2025، مما يسهم في إنقاذ آلاف الأرواح سنوياً.
مضاعفة العمليات الجراحية
واختتم الوزير استعراضه بالإشارة إلى القفزة النوعية في التجمعات الصحية، حيث تضاعف المعدل الأسبوعي للعمليات الجراحية من 6 آلاف عملية إلى 12 ألف عملية أسبوعياً. وانعكس هذا التحسن على تقليص قوائم الانتظار، حيث ارتفعت نسبة العمليات التي تجرى في الوقت المعياري من 60% إلى 90%، مؤكداً أن المنظومة الصحية تواصل مسيرتها في عام 2026 لترسيخ مكانة المملكة كوجهة صحية عالمية رائدة.
