عودة قوية للسينما السعودية في الساحة الدولية
في خطوة تعكس الحضور الدولي المتنامي للسينما السعودية، أعلنت هيئة الأفلام عن تنظيم النسخة الثالثة من فعالية “ليالي الفيلم السعودي” في جمهورية الصين الشعبية للمرة الثانية، وذلك خلال الفترة الممتدة من 28 نوفمبر حتى 7 ديسمبر 2025. سيتم خلال هذه الفعالية عرض أربعة أفلام سعودية طويلة في ثلاث مدن صينية رئيسة هي غوانغتشو وشينزن وتشنغدو، في مبادرة تهدف إلى دعم المواهب السعودية وتعزيز جسور التبادل الثقافي بين البلدين.
سياق النهضة السينمائية في المملكة
تأتي هذه الفعالية في سياق نهضة سينمائية شاملة تشهدها المملكة العربية السعودية، والتي تعد إحدى الركائز الأساسية لرؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تنويع الاقتصاد وإثراء المشهد الثقافي. فمنذ إعادة افتتاح دور السينما في عام 2018 بعد توقف دام عقودًا، شهدت الصناعة نموًا متسارعًا بدعم من جهات حكومية مثل هيئة الأفلام التي تأسست عام 2020. وتسعى الهيئة من خلال مبادراتها الدولية مثل “ليالي الفيلم السعودي” إلى بناء جسور من التواصل الإبداعي وتقديم السرديات السعودية الأصيلة لجمهور عالمي، وتغيير الصورة النمطية وتقديم وجه المملكة الحضاري الجديد.
أهمية استراتيجية وتعميق للعلاقات السعودية-الصينية
يمثل اختيار الصين كوجهة للمرة الثانية خطوة استراتيجية تعكس عمق العلاقات المتنامية بين البلدين. وتتزامن هذه النسخة مع إعلان عام 2025 “العام السعودي-الصيني للتعاون الثقافي”، مما يمنح الحدث زخمًا إضافيًا. لا تقتصر أهمية هذه العروض على الجانب الفني فحسب، بل تمتد لتشمل أبعادًا اقتصادية ودبلوماسية. فالسوق الصيني يعد من أكبر أسواق السينما في العالم، ويمثل عرض الأفلام السعودية فيه فرصة ثمينة لصناع الأفلام لفتح آفاق جديدة للتوزيع المشترك والإنتاج المستقبلي، كما يسهم في تعزيز القوة الناعمة للمملكة من خلال تقديم ثقافتها وقصصها الإنسانية للجمهور الصيني الواسع.
برنامج ثري وحوار ثقافي مباشر
تضم قائمة العروض أفلامًا متنوعة تعكس ثراء وتعددية الإنتاج السينمائي السعودي الحديث، وهي “هوبال”، “سلمى وقمر”، “عبد”، و”إسعاف”. ولإثراء التجربة، ستُعقد جلسات حوارية مفتوحة عقب كل عرض، تجمع صناع هذه الأفلام بالجمهور الصيني والنقاد ووسائل الإعلام. تتيح هذه الجلسات فرصة فريدة لتبادل الأفكار ومناقشة القضايا التي تطرحها الأفلام، مما يعمق الفهم المتبادل ويعزز الحوار الثقافي بين الشعبين. وقد تم اختيار صالات عرض مرموقة في المدن الثلاث لضمان تقديم تجربة مشاهدة عالية الجودة تليق بالإنتاج السينمائي السعودي.
رؤية مستقبلية لصناعة السينما السعودية
يُعد تنظيم “ليالي الفيلم السعودي” في الصين تجسيدًا لرؤية هيئة الأفلام الطموحة، والتي تهدف إلى ترسيخ مكانة السينما السعودية على الخارطة الدولية. ومن خلال عرض إبداعات المواهب الوطنية، لا تهدف الهيئة إلى الترويج للأفلام فحسب، بل إلى بناء سمعة المملكة كمركز إقليمي رائد في صناعة السينما، قادر على جذب الاستثمارات العالمية واستضافة الإنتاجات الضخمة، والمساهمة بفعالية في الحوار الحضاري العالمي عبر لغة الفن السابع.
