تواصل هيئة الأفلام السعودية تعزيز حضورها الاستراتيجي في المشهد الثقافي العالمي والمحلي، وذلك من خلال مشاركتها الفاعلة في فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الخامسة، الذي تحتضنه مدينة جدة التاريخية (البلد). وتأتي هذه المشاركة تأكيداً على الدور المحوري الذي تلعبه الهيئة في قيادة التحول الثقافي والفني الذي تشهده المملكة العربية السعودية، تماشياً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تولي قطاع صناعة الأفلام أهمية كبرى كأحد روافد الاقتصاد الإبداعي.
منصة لتمكين المواهب ودعم الإنتاج
سجلت الهيئة حضوراً نوعياً في “سوق البحر الأحمر”، الذراع التجاري للمهرجان، حيث استعرضت حزمة متكاملة من مشاريعها التنموية ومبادراتها الاستراتيجية. وركزت الهيئة خلال تواجدها في السوق على التعريف بمنصاتها المخصصة لتطوير القدرات الإبداعية، بالإضافة إلى برامج الدعم المالي واللوجستي، مثل صندوق “ضوء” لدعم الأفلام، وبرامج الاستشارات المهنية التي توفرها للمواهب السعودية الصاعدة والمحترفة على حد سواء. وتهدف هذه الجهود بشكل مباشر إلى تحفيز عجلة الإنتاج المحلي، ورفع جودة المحتوى السينمائي السعودي لينافس في المحافل الدولية.
سياق ثقافي واقتصادي متنامٍ
لا يمكن النظر لمشاركة هيئة الأفلام بمعزل عن السياق العام للنهضة الثقافية في المملكة؛ فقد شهدت السنوات القليلة الماضية قفزات نوعية في البنية التحتية للقطاع، بدءاً من افتتاح دور العرض السينمائي في كافة مناطق المملكة، وصولاً إلى تأسيس استوديوهات إنتاج بمواصفات عالمية، وإطلاق برامج الابتعاث الثقافي. ويُعد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي منصة حيوية لربط هذه الجهود المحلية بصناع القرار في السينما العالمية، مما يجعله جسراً ثقافياً يربط المملكة بالعالم.
شراكات دولية وبيئة استثمارية جاذبة
وفي إطار سعيها لتعزيز البيئة الاستثمارية، نظّمت الهيئة عدداً من الجلسات الحوارية واللقاءات الثنائية بحضور نخبة من الخبراء وصنّاع القرار في القطاع السينمائي الدولي. تمحورت هذه اللقاءات حول بحث فرص الشراكات الدولية، وتبادل الخبرات التقنية والفنية، وتسليط الضوء على الحوافز المالية التي تقدمها المملكة لشركات الإنتاج العالمية، بما في ذلك برامج الاسترداد المالي التي جعلت من المملكة وجهة مفضلة لتصوير الأعمال السينمائية الكبرى.
أثر مستدام على الصناعة المحلية
إن التواجد المكثف لهيئة الأفلام في مثل هذه المحافل الدولية لا يقتصر أثره على الجانب الدعائي فحسب، بل يمتد ليخلق أثراً اقتصادياً واجتماعياً ملموساً. فمن خلال تمكين الكوادر الوطنية وجذب الاستثمارات الأجنبية، تساهم الهيئة في خلق فرص عمل جديدة للشباب السعودي في مجالات الإخراج، والتصوير، والإنتاج، والمؤثرات البصرية، مما يعزز من مكانة المملكة كمركز إقليمي رائد لصناعة السينما في الشرق الأوسط.