ختام ناجح لمزاد نادي الصقور السعودي 2025
أسدل الستار على فعاليات مزاد نادي الصقور السعودي لعام 2025، الذي أقيم على مدار شهرين في مقر النادي بملهم، شمال العاصمة الرياض. واختتم المزاد الذي امتد من الأول من أكتوبر حتى الثلاثين من نوفمبر، بالتزامن مع موسم طرح الصقور السنوي، مسجلاً نجاحاً لافتاً بمبيعات إجمالية تجاوزت 6.4 مليون ريال سعودي. شهدت منصة المزاد على مدار 26 ليلة تنافساً محموماً بين الصقارين وعشاق هذا الموروث العريق، حيث تم بيع 40 صقراً من فئة فرخ الشاهين البحري المهاجر، استفاد منها 119 طاروحاً من 35 موقع طرح مختلف في أنحاء المملكة.
الصقارة.. إرث ثقافي يمتد لقرون
تعتبر الصقارة جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية والتاريخية لشبه الجزيرة العربية، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص. فهي ليست مجرد هواية، بل إرث عريق تناقلته الأجيال، وكانت في الماضي وسيلة أساسية للصيد وتأمين الغذاء في البيئة الصحراوية القاسية. ارتبطت الصقور بالفروسية والشجاعة والكرم، وأصبحت رمزاً للقوة والمكانة الرفيعة. وفي العصر الحديث، تحولت الصقارة إلى رياضة تراثية مرموقة، وتحظى باهتمام رسمي وشعبي كبير، حيث يأتي تأسيس نادي الصقور السعودي في عام 2017 بأمر ملكي كريم، كخطوة استراتيجية ضمن رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى صون التراث الوطني غير المادي والترويج له عالمياً.
أرقام قياسية وتنافس كبير
تميز المزاد هذا العام بصفقات مليونية عكست جودة الصقور المعروضة وشغف المزايدين. وتصدر القائمة “فرخ شاهين” تم طرحه في الحصاحيص بمنطقة جازان، حيث بيع بمبلغ 361 ألف ريال، ليكون الأعلى سعراً في المزاد. وتلاه بفارق ضئيل “شاهين فرخ” من منطقة الحدود الشمالية (أم خنصر) الذي بيع بمبلغ 360 ألف ريال، ثم “شاهين” من طرح شرورة بقيمة 351 ألف ريال. كما شهد المزاد بيع صقور أخرى بأسعار مرتفعة، مثل صقر طرح الرملة الذي بيع بـ 308 آلاف ريال، وصقر طرح الحنو الذي بلغ سعره 301 ألف ريال.
أهمية المزاد وتأثيره الاقتصادي والثقافي
يمثل مزاد نادي الصقور السعودي حدثاً محورياً له أبعاد متعددة. فعلى الصعيد المحلي، يشكل رافداً اقتصادياً مهماً للطواريح (صائدي الصقور)، ويوفر لهم منصة منظمة وشفافة لبيع صقورهم بأسعار عادلة، مما يحول هوايتهم إلى مصدر دخل مستدام. كما يعزز المزاد الروابط الاجتماعية بين الصقارين من مختلف مناطق المملكة. إقليمياً، يرسخ المزاد مكانة المملكة كوجهة رئيسية ومركز ثقل لرياضة الصقارة في الخليج والشرق الأوسط، جاذباً اهتمام الصقارين والمستثمرين من الدول المجاورة. أما دولياً، فيسلط الضوء على جهود المملكة في الحفاظ على تراثها الثقافي وتنظيم الفعاليات العالمية الكبرى، مع الالتزام بالمعايير البيئية للحفاظ على سلالات الصقور.
جهود منظمة للحفاظ على الاستدامة
أوضح المتحدث الرسمي لنادي الصقور السعودي، وليد الطويل، أن النادي يسعى من خلال المزاد إلى تنظيم آلية بيع وشراء الصقور في المملكة. وأكد أن اقتصار المزاد على “فرخ الشاهين البحري المهاجر” فقط، ومنع بيع “الشاهين القرناس” و”الصقر الحر”، يأتي في إطار جهود النادي للمساهمة في الحفاظ على استدامة هذه الأنواع وحماية السلالات المهددة بالانقراض. وأشار الطويل إلى أن تمديد فترة المزاد هذا العام لمدة أسبوعين إضافيين أتاح فرصة أكبر للطواريح للمشاركة، مؤكداً أن النادي يقدم حزمة متكاملة من الخدمات للمشاركين، تشمل النقل والسكن وتوثيق البيع، بالإضافة إلى البث المباشر للفعاليات عبر المنصات الإعلامية المختلفة لتعزيز انتشار هذه الهواية الأصيلة.