أعلنت هيئة فنون الطهي عن إطلاق مسابقة “نخبة الطهاة السعوديين”، وهي مبادرة رائدة تُقام ضمن فعاليات معرض “هوريكا السعودية” المرموق في مدينة الرياض خلال الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر 2025. تهدف هذه المسابقة إلى تسليط الضوء على المواهب الوطنية في قطاع الطهي، وتشجيع الابتكار في استخدام المكونات المحلية الأصيلة، وتقديم الأطباق السعودية التقليدية بأساليب عصرية مبتكرة تليق بالمشهد العالمي.
خلفية ثقافية ورؤية مستقبلية
يأتي إطلاق هذه المسابقة في سياق تحول ثقافي واقتصادي شامل تشهده المملكة العربية السعودية، تماشياً مع أهداف رؤية 2030. فمع تأسيس هيئة فنون الطهي في عام 2020 تحت مظلة وزارة الثقافة، بدأت المملكة في إيلاء اهتمام استراتيجي بالمطبخ السعودي كتراث ثقافي غني وعنصر أساسي في الهوية الوطنية. يمتلك المطبخ السعودي تاريخاً عريقاً ومتنوعاً يعكس التنوع الجغرافي والثقافي لمناطق المملكة المختلفة، من أطباق نجد الصحراوية الغنية باللحوم والقمح، إلى المأكولات البحرية في المنطقة الشرقية، والنكهات الحجازية المتأثرة بطرق التجارة القديمة، وصولاً إلى الأطباق الجبلية الفريدة في منطقة عسير.
أهداف المسابقة وتأثيرها المتوقع
تسعى المسابقة لتحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تتجاوز مجرد التنافس. فهي منصة وطنية تهدف إلى الارتقاء بالتميز المهني لدى الطهاة السعوديين، ورفع معايير الممارسات الصحية والسلامة الغذائية. ومن خلال التركيز على المكونات المحلية، تساهم المسابقة في دعم المزارعين والمنتجين المحليين وتعزيز مفهوم الطهي المستدام. كما أنها تشجع على حفظ التراث الغذائي السعودي من خلال إعادة تقديمه للأجيال الجديدة والجمهور العالمي بأسلوب يجمع بين الأصالة والحداثة.
الأهمية على الصعيدين الإقليمي والدولي
على المستوى الإقليمي، تساهم مثل هذه المبادرات في ترسيخ مكانة المملكة كوجهة رائدة في فنون الطهي في الشرق الأوسط. أما دولياً، فتعمل المسابقة كأداة فعالة في “الدبلوماسية الغذائية”، حيث تقدم للعالم صورة مشرقة عن الثقافة السعودية من خلال لغة الطعام العالمية. إن إبراز إبداعات الطهاة السعوديين وقدرتهم على المنافسة عالمياً يفتح آفاقاً جديدة للسياحة ويعزز الصورة الإيجابية للمملكة، مما يضع المطبخ السعودي على الخارطة العالمية كأحد المطابخ الغنية التي تستحق الاستكشاف. ومن المتوقع أن توفر هذه المنصة التنافسية، التي يشرف عليها خبراء ومتخصصون، فرصة للطهاة لتوسيع خبراتهم وبناء شبكات مهنية قوية، بما يدعم نمو قطاع الضيافة والمطاعم كأحد المسارات الإبداعية الواعدة في اقتصاد المملكة.