التعليم تحاصر الغياب المدرسي بتعهدات إلكترونية وخطط علاجية

تعرف على إجراءات وزارة التعليم الجديدة لضبط الانضباط المدرسي عبر نظام نور، بما في ذلك التعهدات الإلكترونية والخطط العلاجية للحد من الغياب قبل الاختبارات.
ديسمبر 8, 2025
8 mins read

في خطوة تهدف إلى تعزيز كفاءة المنظومة التعليمية، شددت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية إجراءاتها لضبط الانضباط المدرسي، معلنة عن حزمة من التدابير الصارمة التي تستهدف القضاء على ظاهرة الغياب، لا سيما في الفترات الحرجة التي تسبق الاختبارات والإجازات الرسمية. وتأتي هذه التحركات ضمن الخطة الإجرائية للعام الدراسي 1446 هـ، التي تركز على تكامل الأدوار بين المدرسة والأسرة.

سياق التحول الرقمي والانضباط المؤسسي

تأتي هذه الإجراءات في سياق تحول رقمي شامل تشهده المملكة، حيث لم يعد رصد الحضور والغياب يعتمد على الآليات التقليدية، بل أصبح جزءاً من منظومة بيانات ضخمة عبر "نظام نور". ويُعد هذا التوجه جزءاً من استراتيجية أوسع لتعزيز الحوكمة في المؤسسات التعليمية، حيث يمثل الانضباط المدرسي الركيزة الأولى لنجاح العملية التعليمية. تاريخياً، كانت الأسابيع التي تسبق الإجازات تشهد ما يُعرف بـ"الأسبوع الميت"، وهو تحدٍ تسعى الوزارة لتجاوزه نهائياً من خلال أدوات رصد فورية ومساءلة دقيقة، مما يعكس جدية الوزارة في استثمار كل يوم دراسي لرفع نواتج التعلم.

آليات الرصد والخطط العلاجية

نصت الخطة الجديدة على تشكيل لجان متخصصة للانضباط المدرسي في إدارات التعليم برئاسة مديري التعليم، تتولى الإشراف المباشر على تنفيذ الخطط. وتعتمد الآلية الجديدة على الرصد اليومي والأسبوعي للغياب عبر نظام نور الإلكتروني، مع التركيز المكثف على الأسابيع التي تسبق الاختبارات. ولا تكتفي الوزارة بالرصد، بل وجهت بتصنيف المدارس بناءً على مؤشرات الانضباط؛ فالمدارس التي تعاني من نسب غياب مرتفعة ستخضع لزيارات من فرق "التحسين والتطوير" لتشخيص الخلل وبناء خطط علاجية تصحيحية عاجلة، بينما ستحظى المدارس المتميزة بخطط تعزيز لضمان استدامة الانضباط.

الأثر التربوي والاجتماعي المتوقع

تتجاوز أهمية هذه الإجراءات الجانب الإداري لتلامس الأثر التربوي والاجتماعي العميق؛ فالانضباط المدرسي هو المدخل الرئيس لتنمية شخصية الطالب وتحمل المسؤولية، وهي سمات أساسية يتطلبها سوق العمل المستقبلي. ومن المتوقع أن يسهم هذا الحزم في تحسين التحصيل الدراسي للطلاب، حيث تشير الدراسات التربوية العالمية إلى وجود ارتباط وثيق بين الانتظام في الحضور والتميز الأكاديمي. كما أن الحد من الهدر في الوقت التعليمي يعزز من كفاءة الإنفاق الحكومي على قطاع التعليم ويحقق العدالة التعليمية بين جميع الطلبة.

الشراكة مع الأسرة والدعم النفسي

أكدت الوزارة أن المسؤولية مشتركة، حيث تم تفعيل التعهدات الإلكترونية التي يوقع عليها ولي الأمر والطالب عبر الأنظمة الرقمية، لضمان الاطلاع والالتزام بقواعد السلوك والمواظبة. وفي المقابل، لم تغفل الخطة الجانب الإنساني والتربوي، حيث وجهت بتقديم الدعم النفسي والتربوي للطلاب الذين يواجهون صعوبات تمنعهم من الانتظام، وذلك من خلال برامج التوجيه الطلابي. كما شددت على أهمية جعل البيئة المدرسية جاذبة ومحفزة من خلال تفعيل الأنشطة اللاصفية، لضمان أن يكون الحضور للمدرسة رغبةً قبل أن يكون رهبةً من العقاب.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

توزيع أرباح محطة البناء: 24 مليون ريال للنصف الأول 2025
Previous Story

توزيع أرباح محطة البناء: 24 مليون ريال للنصف الأول 2025

تفاصيل تسوية مرافق وأرامكو: 70 مليون ريال ومكاسب سنوية
Next Story

تفاصيل تسوية مرافق وأرامكو: 70 مليون ريال ومكاسب سنوية

Latest from اخبار محلية

أذهب إلىالأعلى