بدأ العد التنازلي الرسمي لانطلاق رالي داكار السعودية 2026، الحدث الأبرز والأصعب في عالم رياضة المحركات، حيث تفصلنا أقل من 30 يومًا عن شارة البداية لهذا المحفل العالمي. وتستعد المملكة العربية السعودية لاستضافة الرالي للعام السابع على التوالي، وذلك خلال الفترة من 3 إلى 17 يناير 2026، تحت إشراف وزارة الرياضة وتنظيم الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وبالتعاون مع شركة رياضة المحركات السعودية.
ويكتسب رالي داكار أهمية تاريخية كبرى، فمنذ انتقاله إلى المملكة في عام 2020 فيما يعرف بـ "الفصل الثالث" من تاريخ الرالي، أصبحت صحراء المملكة وتضاريسها المتنوعة مسرحًا لأقوى المنافسات بين أبطال العالم. وتعد النسخة المقبلة لعام 2026 أكثر تميزًا، حيث تم اعتماد مسار جديد كليًا يمر عبر مناطق جغرافية متباينة، مما يمنح المشاركين فرصة فريدة لاستكشاف التنوع الطبيعي للمملكة، بدءًا من سواحل البحر الأحمر ووصولًا إلى الكثبان الرملية والجبال، بالإضافة إلى المرور بمواقع أثرية وتاريخية عريقة، مما يضيف بعدًا سياحيًا وثقافيًا للحدث الرياضي.
وفي تعليقه على هذا الحدث، أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان العبدالله الفيصل، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية وشركة رياضة المحركات السعودية، أن الرالي يتجاوز كونه مجرد سباق، قائلًا: "رالي داكار ليس مجرد سباق، بل جزء من مسيرة طموحة تسير فيها المملكة نحو ريادة رياضة المحركات عالميًا. هذه الرؤية تجسدت في استضافة بطولات كبرى مثل بطولة العالم للراليات، والفورمولا 1، والفورمولا إي، وإكستريم إتش، وغيرها من البطولات التي جعلت المملكة الوجهة المفضلة لعشاق رياضة المحركات العالمية".
وتأتي هذه النسخة بعد إنجاز تاريخي غير مسبوق في نسخة 2025، حيث سطر البطل السعودي يزيد الراجحي اسمه بأحرف من ذهب كأول سائق سعودي يحقق لقب الرالي، وهو إنجاز يعكس تطور رياضة المحركات في المملكة. وأضاف سمو الأمير خالد بن سلطان بهذا الصدد: "لقد شكل رالي دكار السعودية 2025 محطة فارقة في مسيرة رياضة المحركات السعودية… وما يزيد من فخرنا هذا العام هو ارتفاع عدد السائقين السعوديين المشاركين، في دلالة واضحة على نجاح برامج اكتشاف المواهب وتمكين الجيل القادم".
وعلى صعيد الأرقام، يشهد داكار السعودية 2026 مشاركة واسعة النطاق تضم 812 متسابقًا يمثلون 69 دولة حول العالم. سيتنافس هؤلاء الأبطال عبر 433 مركبة موزعة على ثماني فئات رئيسية تشمل: ألتيمت بي، وألتيمت، وستوك، وتشالنجر، وسايد باي سايد، والشاحنات، والدراجات النارية، والدراجات رباعية العجلات (الكوادر). وتبلغ المسافة الإجمالية للسباق أكثر من 7,999 كيلومترًا، منها 4,845 كيلومترًا كمراحل خاصة خاضعة للتوقيت، مما يضع المتسابقين أمام اختبار حقيقي للقدرة والتحمل.
وفي تفاصيل المسار، تنطلق المنافسات يوم السبت 3 يناير بمرحلة استعراضية في ينبع، تليها المرحلة الأولى في محيط ينبع، ثم يتجه الرالي شرقًا وشمالًا مرورًا بالعُلا التاريخية، وحائل، وصولًا إلى العاصمة الرياض حيث سيحظى المتسابقون بيوم راحة في 10 يناير. وتستأنف الإثارة في النصف الثاني من الرالي بالتوجه جنوبًا نحو وادي الدواسر، ثم بيشة، والحناكية، ليعود المسار مجددًا إلى ينبع التي ستحتضن خط النهاية وتتويج الأبطال يوم السبت 17 يناير 2026.
ويعكس هذا التنظيم المستمر والناجح لرالي داكار التزام المملكة بتحقيق مستهدفات رؤية 2030، التي تولي اهتمامًا كبيرًا بقطاع الرياضة كرافد اقتصادي وسياحي، معززة بذلك مكانة السعودية كمركز عالمي للفعاليات الرياضية الكبرى.
