في خطوة تعكس الاهتمام الملكي البالغ بكافة مناطق المملكة، وتؤكد على الاستمرارية في التخطيط المالي طويل الأمد، رأس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت يوم الثلاثاء في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية. وشهدت الجلسة قراراً استراتيجياً تمثل في إقرار الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1447 / 1448هـ (2026م)، مما يبعث برسالة قوية حول الاستقرار المالي والالتزام الراسخ بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
دلالات انعقاد الجلسة في المنطقة الشرقية
لا يُعد انعقاد مجلس الوزراء خارج العاصمة الرياض حدثاً عابراً، بل هو تقليد راسخ يحمل دلالات رمزية وعملية عميقة. فالمنطقة الشرقية، التي تُعتبر عاصمة الصناعة والطاقة في المملكة، تحتل مكانة محورية في الاقتصاد الوطني. واستضافة المنطقة لجلسة مجلس الوزراء يسلط الضوء على أهميتها الاستراتيجية ويؤكد حرص القيادة على متابعة المشاريع التنموية الكبرى فيها عن كثب، والتواصل المباشر مع المواطنين والمسؤولين في المنطقة. هذا النهج يعزز من التنمية المتوازنة ويضمن وصول ثمار التطور والازدهار إلى جميع أنحاء الوطن.
الأهمية الاستراتيجية لإقرار ميزانية 2026
يأتي إقرار ميزانية عام 2026 في وقت مبكر ليؤكد على النظرة المستقبلية الثاقبة للقيادة السعودية. ففي عالم يموج بالمتغيرات الاقتصادية، يوفر هذا الإقرار المبكر حالة من اليقين والوضوح للقطاعين العام والخاص، ويمكّن الجهات الحكومية من التخطيط لمشاريعها ومبادراتها بكفاءة عالية. كما أنه يعزز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين في متانة الاقتصاد السعودي وقدرته على التخطيط للمستقبل، وهو ما يتماشى مع أهداف رؤية 2030 الرامية إلى تنويع القاعدة الاقتصادية وتعزيز الاستدامة المالية. وتُعد هذه الميزانية حجر زاوية في تمويل المشاريع العملاقة ومواصلة الإنفاق على قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، بما يضمن تحقيق مصلحة المواطن ورفاهيته التي تضعها الحكومة في صدارة أولوياتها.
تاريخ حافل: جلسات مجلس الوزراء في الشرقية
لم تكن جلسة اليوم هي الأولى التي تُعقد في المنطقة الشرقية، بل هي امتداد لسلسلة من الجلسات التاريخية التي تؤكد على هذا التقليد العريق. وقد شهد قصر العزيزية بمحافظة الخبر على مدار السنوات الماضية انعقاد عدة جلسات هامة، من أبرزها:
- أبريل 2019: جلسة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
- نوفمبر 2016: جلسة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
- أبريل 2009: جلسة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله -.
- يونيو 2006: جلسة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله -.
إن استمرار هذا التقليد يعكس نهجاً قيادياً يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويرسخ مبدأ اللامركزية في الاهتمام التنموي، ويؤكد أن قلب الوطن ينبض في كل جزء من أجزائه.
