التزام راسخ بمستقبل مستدام
أكدت رئاسة مؤتمر الأطراف السادس عشر (COP16) لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD)، التي تتولاها المملكة العربية السعودية، التزامها الكامل بتسريع تنفيذ قرارات الرياض التاريخية. جاء هذا التأكيد خلال المشاركة الفاعلة في الدورة الثالثة والعشرين للجنة استعراض تنفيذ الاتفاقية (CRIC23) التي عُقدت في مدينة بنما، بمشاركة واسعة من ممثلي 197 دولة طرف في الاتفاقية. وتهدف هذه الجهود إلى المضي بخطوات واضحة لدعم المسار الدولي في مكافحة التصحر، وتعزيز استعادة الأراضي المتدهورة حول العالم، ووضع أسس متينة لاتخاذ القرارات المستقبلية قبيل انعقاد مؤتمر الأطراف السابع عشر (COP17) في منغوليا عام 2026.
السياق التاريخي وأهمية اتفاقية مكافحة التصحر
تُعد اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، التي تأسست عام 1994، الإطار القانوني الدولي الوحيد الملزم الذي يربط بين البيئة والتنمية والإدارة المستدامة للأراضي. وهي واحدة من “اتفاقيات ريو الثلاث” إلى جانب اتفاقية التنوع البيولوجي واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. تكتسب هذه الاتفاقية أهمية قصوى في ظل تدهور ما يقرب من 40% من أراضي الكوكب، مما يؤثر بشكل مباشر على نصف سكان العالم ويهدد الأمن الغذائي والمائي والاستقرار الاقتصادي. وتأتي رئاسة المملكة لمؤتمر COP16 في سياق جهودها الوطنية الطموحة، مثل مبادرة السعودية الخضراء، التي تهدف إلى معالجة التحديات البيئية على المستويين المحلي والعالمي.
قيادة سعودية لزخم عالمي
تواصل رئاسة COP16، بقيادة المملكة، حشد الزخم العالمي لتعزيز التعاون الدولي في حماية الأرض والمناخ والطبيعة. وشدد وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للبيئة، الدكتور أسامة فقيها، خلال جلسة في بنما، على أن القرارات التي تم تبنيها في مؤتمر الرياض ديسمبر 2024 وضعت أسساً جديدة للعمل المتكامل لمواجهة تدهور الأراضي والجفاف. وأوضح أن الإدارة المستدامة للأراضي لم تعد خياراً، بل أصبحت ضرورة استراتيجية لمستقبل أكثر أمناً واستدامة. ويُعد اجتماع بنما فرصة حيوية لتقييم التقدم المحرز وتحويل الالتزامات إلى سياسات وممارسات ملموسة تضمن رفاهية المجتمعات.
التأثير المتوقع وأجندة العمل
إن تنفيذ قرارات الرياض له تأثيرات بعيدة المدى على الصعيدين الإقليمي والدولي. فعلى المستوى الإقليمي، تساهم هذه الجهود في تعزيز القدرة على الصمود في مواجهة العواصف الرملية والترابية والجفاف في منطقة الشرق الأوسط. أما دولياً، فإن استعادة الأراضي تساهم في عزل الكربون، وحماية التنوع البيولوجي، والحد من الهجرة القسرية الناتجة عن التدهور البيئي. وناقش اجتماع CRIC23 موضوعات متقدمة شملت حيازة الأراضي، ومشاركة النساء والشباب والشعوب الأصلية، بالإضافة إلى إطلاق “عملية تفاؤل” التي تقودها رئاسة COP16 تمهيداً لاستئناف مفاوضات الجفاف في COP17. ويجسد هذا الحضور الدولي دور المملكة الريادي في تحقيق أهداف الاتفاقية عبر أدوات تنفيذ فعالة مثل “جدول أعمال عمل الرياض” و”شراكة الرياض العالمية للقدرة على الصمود في مواجهة الجفاف”.