أعلنت شركة الكابلات السعودية، إحدى الشركات الرائدة في صناعة الكابلات في الشرق الأوسط، عن خطوة مالية استراتيجية هامة، حيث قرر مجلس إدارتها مضاعفة قيمة برنامج إصدار الصكوك المقومة بالريال السعودي وغير القابلة للتحويل إلى أسهم، ليرتفع المبلغ من 300 مليون ريال إلى 600 مليون ريال. تأتي هذه الزيادة تأكيداً على ثقة الشركة في قدرتها على تلبية التزاماتها وتعزيز مركزها المالي في السوق.
خلفية القرار وسياقه التاريخي
يعود هذا القرار إلى إعلان سابق للشركة في 26 نوفمبر الماضي، حيث كشفت عن نيتها إصدار صكوك بقيمة 300 مليون ريال. إلا أن القرار الجديد بمضاعفة المبلغ يعكس تقييماً أعمق لاحتياجات الشركة التمويلية ورغبتها في تحقيق استقرار مالي طويل الأمد. وتعتبر شركة الكابلات السعودية، التي تأسست في عام 1975، من الكيانات الصناعية العريقة في المملكة، حيث لعبت دوراً محورياً في دعم مشاريع البنية التحتية الكبرى على مدى عقود، من خلال توفير حلول الكابلات الكهربائية والاتصالات.
الأهداف الاستراتيجية وراء زيادة الإصدار
أوضحت الشركة أن الهدف الأساسي من هذه الزيادة هو استخدام العائدات في سداد ديون قائمة وإعادة تمويل بعض الالتزامات الحالية بشروط أفضل، مما سيؤدي إلى تحسين هيكل رأس المال وتقليل تكاليف التمويل. كما سيتم توجيه أي فائض من حصيلة الإصدار لدعم رأس المال العامل وتمويل العمليات التشغيلية اليومية، وهو أمر حيوي لضمان استمرارية الإنتاج وتلبية الطلب المتزايد في السوق. هذه الخطوة لا تهدف فقط إلى معالجة الالتزامات المالية، بل تعد جزءاً من رؤية أوسع لدعم النمو المستقبلي للشركة واستقرارها التشغيلي.
الأهمية والتأثير المتوقع على المستويين المحلي والإقليمي
على الصعيد المحلي، يُعد هذا الإصدار مؤشراً قوياً على حيوية سوق الدين السعودي وقدرته على توفير حلول تمويلية مرنة للشركات الكبرى. كما يتماشى مع أهداف “برنامج تطوير القطاع المالي”، أحد برامج رؤية السعودية 2030، الذي يهدف إلى تعميق السوق المالية وتنويع مصادر التمويل للقطاع الخاص. بالنسبة لشركة الكابلات السعودية، فإن نجاح هذا الإصدار سيعزز ثقة المستثمرين والمؤسسات المالية في خططها المستقبلية وقدرتها على تجاوز التحديات. أما إقليمياً، فإن تعزيز المركز المالي لشركة بحجم “الكابلات السعودية” يمكّنها من المنافسة بفاعلية أكبر في أسواق المنطقة والمشاركة في المشاريع التنموية الكبرى، مما يدعم مكانة الصناعة السعودية على الساحة الدولية.