واصلت المملكة العربية السعودية ترسيخ مكانتها الريادية في مجال العمل الحكومي والإداري على مستوى المنطقة، حيث توجت 6 جهات حكومية سعودية بجوائز “التميز الحكومي العربي” في دورتها الرابعة، وذلك خلال الحفل الذي أقيم اليوم الخميس في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة. وشهد الحفل حضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ورئيس مجلس أمناء الجائزة محمد بن عبدالله القرقاوي، إلى جانب عدد من الدبلوماسيين والمسؤولين العرب.
تفاصيل الجوائز السعودية والفائزين
شملت قائمة الإنجازات السعودية تنوعاً كبيراً يعكس شمولية التطوير في القطاع الحكومي، حيث جاءت النتائج كالتالي:
- القيادة الإدارية: حصل الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم الراجح، الرئيس التنفيذي لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون ومركز الأبحاث، على المركز الأول كأفضل مدير عام لهيئة ومؤسسة عربية، تقديراً لجهوده في تطوير المنظومة الصحية.
- الكوادر النسائية: حصدت الأستاذة بدور خوجة، مدير وحدة الإثبات والتطبيق في إدارة الذكاء الاصطناعي بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، جائزة أفضل موظفة حكومية عربية، مما يبرز تمكين المرأة في المناصب التقنية المتقدمة.
- المؤسسات: فازت هيئة التراث بجائزة أفضل هيئة ومؤسسة حكومية عربية، نظير جهودها في حفظ وصون التراث الوطني وإبرازه عالمياً.
- التعليم والمواهب: نالت منظومة اكتشاف وتنمية المواهب جائزة أفضل مبادرة عربية لتطوير التعليم، وهو ما يعكس اهتمام المملكة بالاستثمار في رأس المال البشري.
- القطاع الصحي: حصل البرنامج الوطني لاعتلال الشبكية الخداجي بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون على جائزة أفضل مبادرة عربية لتطوير القطاع الصحي.
- التحول الرقمي: توج تطبيق “توكلنا” التابع للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بجائزة أفضل تطبيق حكومي عربي ذكي، ليؤكد تفوق المملكة الرقمي.
جائزة التميز الحكومي العربي: الأهداف والدلالات
تعد جائزة التميز الحكومي العربي، التي أطلقت برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وبالتعاون مع جامعة الدول العربية، الجائزة الأولى والأكبر من نوعها عربياً في مجال التطوير الإداري والتميز المؤسسي الحكومي. وتهدف الجائزة إلى إحداث حراك عربي جديد في مجال الإدارة، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في تحسين الأداء الحكومي، وتكريم النماذج العربية الرائدة.
ويأتي هذا التتويج السعودي الكبير ليعكس بوضوح ثمار “رؤية المملكة 2030″، التي وضعت التميز المؤسسي، والتحول الرقمي، ورفع كفاءة الأداء الحكومي على رأس أولوياتها. حيث أظهرت النتائج تكاملاً بين مختلف القطاعات (الصحة، التراث، التقنية، والموارد البشرية)، مما يشير إلى نضج التجربة السعودية في تحديث القطاع العام وجعله أكثر مرونة واستجابة لمتطلبات المستقبل.
أهمية الحدث وتأثيره
يمثل فوز المملكة بـ 6 جوائز في محفل إقليمي يضم مختلف الدول العربية شهادة دولية على نجاح الاستراتيجيات الوطنية السعودية. هذا الإنجاز لا يعزز فقط من مكانة المملكة كنموذج يحتذى به في الإدارة الحكومية، بل يساهم أيضاً في نقل الخبرات السعودية إلى الدول الشقيقة، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والخدمات الصحية الرقمية، مما يعزز من العمل العربي المشترك ويرفع من سقف التنافسية الإيجابية بين المؤسسات الحكومية العربية.
وقد حضر حفل التكريم نيابة عن المملكة نائب المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، عبدالعزيز بن عبدالله بن إبراهيم الخضير، الذي شارك الفائزين فرحة هذا الإنجاز الوطني.
