تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في الوطن العربي مساء الخميس صوب استاد لوسيل المونديالي في قطر، حيث الموعد مع قمة كروية من العيار الثقيل تجمع المنتخب السعودي الشقيق بنظيره الفلسطيني، ضمن منافسات الدور ربع النهائي لبطولة كأس العرب 2025. هذه المواجهة لا تمثل مجرد مباراة عبور للدور التالي، بل هي لقاء يحمل في طياته الكثير من الأبعاد الفنية والجماهيرية.
أهمية الحدث والسياق التاريخي
تكتسب هذه المباراة أهمية خاصة نظراً للتاريخ العريق الذي يجمع المنتخبين، حيث تتسم لقاءات "الأخضر" و"الفدائي" دائماً بالندية والإثارة والروح الرياضية العالية. وتأتي هذه النسخة من كأس العرب لتؤكد على استمرارية النجاح الذي حققته البطولة منذ اعتمادها تحت مظلة الفيفا في 2021، حيث أصبح استاد لوسيل أيقونة رياضية عالمية بعد استضافته لنهائي كأس العالم 2022. وصول المنتخب الفلسطيني لهذا الدور يعكس التطور الملحوظ في الكرة الفلسطينية مؤخراً، بينما يسعى المنتخب السعودي لتأكيد زعامته القارية والمنافسة بجدية على اللقب العربي.
النجوم تحت المجهر: مفاتيح اللعب الحاسمة
بعيداً عن الخطط الفنية للمدربين، غالباً ما تحسم المهارات الفردية والخبرات الميدانية مثل هذه المواجهات الإقصائية. نسلط الضوء هنا على الأسماء التي من المتوقع أن تصنع الفارق.
أولاً: كتيبة الصقور الخضر
يعتمد المنتخب السعودي على مزيج من الخبرة والشباب، ويبرز في صفوفه ثلاثة أسماء ثقيلة:
- سالم الدوسري (المايسترو): لا يختلف اثنان على قيمة "التورنيدو" سالم الدوسري كأحد أفضل اللاعبين في آسيا. بصفته قائد الفريق، يقع على عاتقه ربط الخطوط وقيادة التحولات الهجومية. خبرته العريضة في الملاعب المونديالية تمنحه القدرة على التعامل مع الضغط الجماهيري، ومن المتوقع أن يكون المصدر الأول للخطر عبر الاختراقات الجانبية والتسديدات المتقنة.
- فراس البريكان (القناص): يمثل البريكان الحل الهجومي الناجع للأخضر. يتميز بذكاء تحركاته بدون كرة وقدرته العالية على التمركز داخل الصندوق، مما يجعله كابوساً للمدافعين. دوره سيكون حاسماً في استغلال أنصاف الفرص وترجمتها إلى أهداف.
- نواف العقيدي (صمام الأمان): في مباريات خروج المغلوب، يكون للحارس دور البطولة. العقيدي أثبت جدارته بردود فعله السريعة وقدرته على توجيه خط الدفاع، وسيكون سداً منيعاً أمام المرتدات الفلسطينية.
ثانياً: نجوم الفدائي الفلسطيني
يدخل المنتخب الفلسطيني المباراة بروح قتالية عالية، معتمداً على انضباط تكتيكي ومواهب قادرة على إحداث المفاجأة:
- حامد حمدان (دينامو الوسط): يعتبر حمدان الرئة التي يتنفس بها الفدائي في وسط الميدان. تكمن أهميته في القدرة على افتكاك الكرة وبناء الهجمات المرتدة السريعة، بالإضافة إلى رؤيته المميزة في توزيع اللعب لفك الضغط السعودي المتوقع.
- رامي حمادة (الحارس الأمين): لطالما كان رامي حمادة أحد أهم ركائز المنتخب الفلسطيني. في مواجهة هجوم سعودي كاسح، ستكون تصدياته وثقته بنفسه عاملاً حاسماً في إبقاء فريقه في أجواء المباراة، خاصة في التعامل مع الكرات الثابتة والعرضيات.
- مصعب البطاط (القائد الصلب): بصفته قائداً ومدافعاً خبيراً، يقع على عاتق البطاط مسؤولية ثقيلة في إيقاف خطورة الأجنحة السعودية. يتميز البطاط بالقوة البدنية والتركيز العالي، وسيكون دوره محورياً في تغطية المساحات الخلفية ومنع وصول الكرات للمهاجمين.
في الختام، تعد هذه المباراة وجبة كروية دسمة للجماهير العربية، حيث تمتزج فيها المهارة الفنية بالروح القتالية، ليبقى السؤال: هل تحسم خبرة الأخضر الموقعة، أم يكتب الفدائي فصلاً جديداً من فصول الإنجاز؟


