في افتتاح مشوارهما ضمن بطولة كأس آسيا، تتجه أنظار عشاق الكرة الخليجية والعربية نحو المواجهة المرتقبة التي تجمع بين المنتخب السعودي ونظيره العُماني. هذا اللقاء لا يمثل مجرد ديربي خليجي محموم بالتنافس التاريخي، بل يعكس أيضاً تبايناً واضحاً في الأرقام والقيم السوقية، مما يضفي بعداً اقتصادياً على التحليل الفني للمباراة.
خلفية تاريخية وتنافس متجذر
تعتبر مواجهات السعودية وعمان من أبرز المباريات في منطقة الخليج، حيث تحمل دائماً طابعاً تنافسياً خاصاً يتجاوز الحسابات الفنية. تاريخياً، كانت هذه المباريات مسرحاً للندية والإثارة، سواء في بطولات كأس الخليج العربي أو تصفيات كأس العالم وكأس آسيا. غالباً ما يتميز المنتخب العماني بالانضباط التكتيكي العالي والروح القتالية، مما يجعله خصماً صعباً للمنتخب السعودي الذي يعتمد على المهارات الفردية العالية والخبرة الكبيرة في المحافل القارية.
فوارق مالية تعكس واقع الدوريات المحلية
يدخل “الأخضر” السعودي اللقاء وهو يتمتع بقيمة سوقية إجمالية ضخمة تصل إلى 30.6 مليون يورو. هذا الرقم المرتفع ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج طبيعي للتطور الكبير الذي يشهده الدوري السعودي للمحترفين، والذي استقطب نجوماً عالميين ورفع من القيمة التسويقية للاعبين المحليين. ويتصدر القائمة المهاجم المتألق فراس البريكان، الذي تبلغ قيمته السوقية وحده حوالي 4.5 مليون يورو، مما يجعله أحد أغلى اللاعبين في البطولة ويعكس دوره المحوري في هجوم المنتخب.
في المقابل، تبدو الأرقام أكثر تواضعاً بالنسبة للمنتخب العُماني، حيث تبلغ القيمة السوقية الإجمالية للفريق حوالي 6.35 مليون يورو، أي أقل بخمس مرات تقريباً من قيمة المنتخب السعودي. ويعتبر المهاجم عصام الصبحي اللاعب الأعلى قيمة في صفوف “الأحمر” العماني بقيمة تصل إلى 500 ألف يورو. هذا الفارق الكبير يسلط الضوء على اختلاف الفلسفات والاستثمارات بين البلدين في كرة القدم، حيث تركز عمان بشكل أكبر على تطوير المواهب الشابة والاعتماد على اللعب الجماعي المنظم.
الأهمية والتأثير المتوقع للمواجهة
لا تقتصر أهمية المباراة على النقاط الثلاث، بل تمتد لتكون اختباراً حقيقياً لطموحات المنتخبين في البطولة القارية. بالنسبة للمنتخب السعودي، الفوز في المباراة الافتتاحية سيمثل رسالة قوية لبقية المنافسين ويمنحه دفعة معنوية هائلة نحو تحقيق اللقب الآسيوي الرابع في تاريخه. أما بالنسبة للمنتخب العماني، فإن تحقيق نتيجة إيجابية أمام أحد أبرز المرشحين للقب سيكون بمثابة شهادة على قوة الفريق وقدرته على مقارعة الكبار، وسيعزز من حظوظه في التأهل إلى الأدوار الإقصائية. ورغم أن الأرقام ترجح كفة الأخضر، إلا أن تاريخ الديربيات الخليجية علمنا أن المفاجآت واردة دائماً، وأن الالتزام التكتيكي والروح القتالية قد تكون لهما الكلمة العليا على أرض الملعب.
