تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في الوطن العربي صوب القمة الكروية المرتقبة التي ستجمع بين المنتخب السعودي ونظيره المغربي، ضمن منافسات الجولة الختامية للمجموعة الثانية في بطولة كأس العرب 2025. هذه المواجهة لا تقتصر أهميتها على النقاط الثلاث فحسب، بل تحمل طابعاً مصيرياً لتحديد مسار "الأخضر" في الأدوار الإقصائية وهوية خصمه القادم في ربع النهائي.
موقف المنتخب السعودي قبل موقعة الحسم
يدخل المنتخب السعودي اللقاء وهو يتربع على عرش صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط كاملة، حصدها من أداء تكتيكي متوازن أسفر عن فوزين مستحقين؛ الأول على منتخب عُمان بنتيجة 2-1، والثاني على جزر القمر بثلاثية مقابل هدف. هذه النتائج منحت "الصقور الخضر" أفضلية مريحة، حيث يكفيهم التعادل أو الفوز لضمان التأهل كمتصدرين للمجموعة. في المقابل، يدخل "أسود الأطلس" اللقاء وفي جعبتهم 4 نقاط من فوز وتعادل، رافعين شعار الفوز ولا شيء غيره لانتزاع الصدارة.
خارطة طريق الأخضر في ربع النهائي
تعتبر نتيجة هذه المباراة هي البوصلة التي ستحدد وجهة المنتخب السعودي في الدور المقبل، حيث تنحصر الاحتمالات في سيناريوھين:
- السيناريو الأول (الصدارة): في حال فوز السعودية أو التعادل، سيواجه الأخضر منتخب سوريا (وصيف المجموعة الأولى). ستقام هذه المباراة المرتقبة يوم الخميس في تمام الساعة 5:30 مساءً على استاد خليفة الدولي.
- السيناريو الثاني (الوصافة): في حال الخسارة أمام المغرب، سيتراجع الأخضر للمركز الثاني ليصطدم بمنتخب فلسطين (متصدر المجموعة الأولى برصيد 5 نقاط). هذا اللقاء سيقام يوم الخميس الساعة 8:30 مساءً على استاد لوسيل المونديالي.
كأس العرب: عودة الروح للمنافسات الإقليمية
تكتسب هذه النسخة من كأس العرب أهمية خاصة، استكمالاً للنجاح الباهر الذي حققته النسخة السابقة التي استضافتها قطر تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA). لقد تحولت هذه البطولة من مجرد منافسة إقليمية إلى منصة حقيقية لاختبار جاهزية المنتخبات العربية، وتطوير الكوادر الفنية، واكتشاف المواهب الشابة التي ستشكل عماد المنتخبات في تصفيات كأس العالم القادمة. اللعب على ملاعب مونديالية مثل "لوسيل" و"خليفة الدولي" يمنح اللاعبين خبرة دولية لا تقدر بثمن، ويعيد للأذهان أجواء مونديال 2022 التاريخي.
صراع المدارس الكروية: آسيا في مواجهة أفريقيا
تعد مواجهة السعودية والمغرب تجسيداً للتنافس التاريخي بين الكرة العربية في شقيها الآسيوي والأفريقي. فالمنتخب المغربي، الذي حقق إنجازاً تاريخياً في كأس العالم الأخيرة، يمثل القوة البدنية والاحترافية العالية للكرة الشمال أفريقية، بينما يمثل المنتخب السعودي التطور التكتيكي والمهارة الفنية للكرة الخليجية والآسيوية. لذا، فإن الجماهير لا تنتظر فقط معرفة المتأهل، بل تترقب وجبة كروية دسمة تعكس تطور الكرة العربية، وتؤكد أحقية هذه المنتخبات في المنافسة على أعلى المستويات القارية والدولية.