تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في الوطن العربي، اليوم الاثنين، صوب ملعب لوسيل المونديالي بالعاصمة القطرية الدوحة، حيث يستضيف قمة كروية من العيار الثقيل تجمع بين المنتخب السعودي وشقيقه المنتخب المغربي، وذلك في إطار منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات لبطولة كأس العرب 2025.
صراع الصدارة وحسم التأهل
يدخل "الأخضر" السعودي هذه المواجهة وهو في وضعية مريحة للغاية، حيث يتربع على عرش المجموعة الثانية بالعلامة الكاملة (6 نقاط)، بعد أن قدم أداءً لافتاً في الجولتين السابقتين، محققاً الفوز على منتخب عمان بنتيجة 2-1، وعلى منتخب جزر القمر بنتيجة 3-1. ورغم أن المنتخب السعودي قد ضمن رسمياً تواجده في الدور ربع النهائي كأول المتأهلين، إلا أن طموح "الصقور" لا يتوقف عند هذا الحد، بل يسعى الجهاز الفني واللاعبون لتحقيق الفوز الثالث توالياً لتعزيز الثقة وتوجيه رسالة قوية للمنافسين حول جاهزية الفريق للمنافسة على اللقب.
في المقابل، يحتل المنتخب المغربي المركز الثاني برصيد 4 نقاط، جمعها من فوز عريض على جزر القمر 3-1 وتعادل سلبي مع عمان. ويحتاج "أسود الأطلس" إلى نقطة التعادل فقط لمرافقة السعودية رسمياً إلى الدور الثاني، إلا أن الرغبة في انتزاع صدارة المجموعة ستكون الحافز الأكبر للمنتخب المغربي لدخول اللقاء بشعار الفوز ولا شيء غيره.
تاريخ المواجهات.. لمن الغلبة؟
تحمل مباراة اليوم الرقم 10 في السجل التاريخي للمواجهات المباشرة بين المنتخبين الشقيقين، وهو تاريخ حافل بالندية والإثارة. ففي اللقاءات التسعة السابقة، مالت الكفة نسبياً لصالح المنتخب المغربي الذي حقق الفوز في 4 مناسبات، بينما انتصر الأخضر السعودي في 3 مباريات، وحسم التعادل مواجهتين. وعلى صعيد الأهداف، سجل الهجوم السعودي 7 أهداف، بينما استقبلت شباكه 20 هدفاً، مما يضيف تحدياً خاصاً للدفاع السعودي في هذه القمة لتحسين هذه الإحصائية.
أهمية الحدث والملعب المونديالي
تكتسب هذه المباراة أهمية خاصة كونها تقام على أرضية "ملعب لوسيل"، الأيقونة المعمارية التي استضافت نهائي كأس العالم 2022، مما يمنح اللقاء زخماً إعلامياً وجماهيرياً كبيراً. وتعتبر بطولة كأس العرب فرصة مثالية للمنتخبات العربية لاختبار جاهزيتها الفنية والبدنية في أجواء تنافسية عالية المستوى، كما أنها تعزز من الروابط الرياضية بين الشعوب العربية.
كتيبة النجوم والغيابات المؤثرة
يعول المنتخب السعودي على تشكيلة متجانسة تضم مزيجاً من الخبرة والشباب، يتقدمهم النجم سالم الدوسري، الذي يعيش أزهى فتراته بعد حصوله على جائزة "رجل المباراة" في الجولتين الماضيتين. وتضم القائمة أسماء لامعة مثل الحارس نواف العقيدي، والمدافع الصلب حسان تمبكتي، بالإضافة إلى نواف بوشل، ناصر الدوسري، أيمن يحيى، محمد كنو، ومصعب الجوير.
على الجانب الآخر، يعتمد المنتخب المغربي بشكل كبير على خبرة لاعبيه المحترفين في الدوريات الخليجية، والذين يمتلكون دراية واسعة بالكرة السعودية، ومن أبرزهم أشرف المهديوي، مروان سعدان، سفيان بوفتيني، كريم البركاوي، وأمين زحزوح. ومع ذلك، سيفتقد الفريق لخدمات هدافه المخضرم عبدالرزاق حمدالله بسبب الإيقاف، وهو غياب قد يؤثر على الفعالية الهجومية للفريق، لكنه يفتح الباب أمام أسماء أخرى مثل أسامة طنان لتقديم الإضافة المطلوبة.


