ترقب عالمي لقرعة مونديال 2026 بنظامه الجديد
تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم نحو قرعة نهائيات كأس العالم 2026، البطولة التي ستقام بتنظيم مشترك تاريخي بين الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، والمكسيك. ومع اقتراب اكتمال عقد المنتخبات المتأهلة، يزداد الشغف والترقب لمعرفة مسار المنتخبات المشاركة، ومن بينها المنتخب السعودي الذي يطمح لتسطير تاريخ جديد في مشاركته المونديالية السابعة.
تتميز نسخة 2026 بكونها الأكبر في تاريخ البطولة، حيث ستشهد مشاركة 48 منتخباً لأول مرة، سيتم توزيعهم على 12 مجموعة تضم كل منها أربعة منتخبات. هذا التوسع لا يزيد فقط من عدد المباريات والإثارة، بل يفتح الباب أمام سيناريوهات معقدة ومواجهات محتملة متنوعة لكل الفرق المشاركة.
السياق التاريخي للأخضر السعودي في المونديال
يمتلك المنتخب السعودي تاريخاً حافلاً في نهائيات كأس العالم، بدأت رحلته في نسخة 1994 بالولايات المتحدة، والتي شهدت أفضل إنجازاته بالوصول إلى دور الـ16 بعد أداء تاريخي. ومنذ ذلك الحين، أصبح الأخضر ضيفاً شبه دائم في المحفل العالمي، حيث شارك في نسخ 1998، 2002، 2006، 2018، وآخرها في قطر 2022. وقد تركت المشاركة الأخيرة بصمة لا تُنسى في أذهان الجماهير العالمية بعد تحقيق فوز تاريخي على منتخب الأرجنتين، الذي توج باللقب لاحقاً، مما رفع سقف الطموحات للمستقبل.
تصنيف المنتخب السعودي وسيناريوهات القرعة المحتملة
وفقاً للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، يتم توزيع المنتخبات المتأهلة على أربعة أوعية (Pots) بناءً على آخر تصنيف عالمي يصدر قبل موعد القرعة. وبناءً على التوقعات والتصنيف الحالي، من المرجح أن يتواجد المنتخب السعودي في الوعاء الثالث.
تمنع قواعد القرعة وقوع منتخبين من نفس الاتحاد القاري في مجموعة واحدة، باستثناء قارة أوروبا التي يمكن أن تشهد وجود منتخبين أوروبيين في نفس المجموعة. هذا يعني أن المنتخب السعودي سيتجنب مواجهة أي منتخب آسيوي آخر في دور المجموعات، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وإيران (المتوقع وجودهم في الوعاء الثاني) أو قطر والأردن (المتوقع وجودهم في الوعاء الثالث أو الرابع).
المنافسون المحتملون من كل وعاء:
- الوعاء الأول: يضم هذا الوعاء منتخبات النخبة عالمياً، بما في ذلك الدول المضيفة (الولايات المتحدة، كندا، المكسيك) وأقوى المنتخبات الأوروبية والأمريكية الجنوبية مثل البرازيل، الأرجنتين، فرنسا، وإنجلترا. الوقوع مع أي من هذه المنتخبات سيشكل تحدياً كبيراً للأخضر.
- الوعاء الثاني: يحتوي على منتخبات قوية لا يستهان بها، مثل المغرب، كرواتيا، كولومبيا، والأوروغواي. مواجهة فريق من هذا الوعاء تعني أن المنافسة على بطاقتي التأهل ستكون شرسة للغاية.
- الوعاء الرابع: يضم هذا الوعاء المنتخبات الأقل تصنيفاً، بالإضافة إلى الفرق المتأهلة من الملحق العالمي. نظرياً، يعتبر الوقوع مع منتخب من هذا الوعاء هو السيناريو الأفضل لتعزيز حظوظ التأهل للدور التالي.
أهمية القرعة وتأثيرها على حظوظ الأخضر
تعتبر نتيجة القرعة عاملاً حاسماً في تحديد مسار أي منتخب في البطولة. فمجموعة متوازنة قد تمنح المنتخب السعودي فرصة واقعية للمنافسة على التأهل إلى دور الـ32 (المستحدث في النظام الجديد)، بينما قد تضعه “مجموعة الموت” في اختبار صعب منذ البداية. ومع زيادة عدد المتأهلين من كل مجموعة إلى فريقين بالإضافة إلى أفضل 8 منتخبات تحتل المركز الثالث، تبقى الآمال قائمة حتى في أصعب الظروف. تنتظر الجماهير السعودية بفارغ الصبر معرفة هوية منافسي الأخضر، على أمل أن تكون القرعة رحيمة وتمهد الطريق نحو إنجاز تاريخي جديد.