أعرب المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، عن ثقته الكاملة في استعدادات “الأخضر” لخوض أولى مواجهاته في بطولة كأس العرب 2025، وذلك عندما يلاقي نظيره العُماني يوم غدٍ الثلاثاء في مباراة افتتاحية مرتقبة. وتكتسب هذه المواجهة أهمية خاصة كونها تجمع بين منتخبين خليجيين كبيرين، وتُعد اختبارًا حقيقيًا لطموحات الفريقين في البطولة الإقليمية المرموقة.
خلفية تاريخية وأهمية البطولة
تعود بطولة كأس العرب، التي تجمع نخبة المنتخبات العربية، بجذورها إلى عام 1963، وقد شهدت عبر تاريخها منافسات قوية وتتويجات تاريخية. ويحمل المنتخب السعودي في سجله لقبين حققهما عامي 1998 و2002، ويسعى في نسخة 2025 إلى إضافة اللقب الثالث لخزائنه، مستلهمًا من النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأخيرة التي أقيمت في قطر عام 2021 تحت مظلة الفيفا، والتي أعادت للبطولة بريقها ومكانتها على الساحة الدولية. وتُعد المواجهات السعودية العُمانية دائمًا ذات طابع تنافسي خاص، حيث تتميز بالندية والإثارة، مما يجعل المباراة الافتتاحية محط أنظار الجماهير العربية.
تصريحات رينارد ورؤيته التكتيكية
في تصريحاته الإعلامية التي سبقت اللقاء، لم يغفل رينارد الإشادة بالمنتخب العُماني، حيث وصفه بأنه “فريق جيد ويملك مدربًا مميزًا”، وهو ما يعكس احترامه للخصم وإدراكه لصعوبة المهمة. وشدد المدرب الفرنسي على ضرورة أن يدخل لاعبو السعودية المباراة “بأفضل صورة ممكنة من أجل تحقيق النتيجة المطلوبة”، مؤكدًا أن تحقيق الفوز في المباراة الأولى يمنح الفريق دفعة معنوية هائلة ويضع قدمًا في الدور التالي. وأوضح رينارد أن التركيز منصب بالكامل على الاستحقاق الحالي، قائلًا: “نفكر فيما سنقدمه في البطولة الحالية قبل التفكير في المشاركة في كأس العالم، فالاستحقاق القريب هو الأهم الآن”. تعكس هذه الاستراتيجية نضجًا تكتيكيًا يهدف إلى إبعاد اللاعبين عن الضغوط المستقبلية وتركيز جهودهم على المهمة الآنية.
التأثير المتوقع والتكيف مع القوانين الجديدة
لا يقتصر تأثير هذه المباراة على نتيجتها فقط، بل يمتد ليرسم ملامح مسيرة “الأخضر” في البطولة. فانطلاقة قوية بفوز مقنع ستعزز من ثقة اللاعبين وتوجه رسالة قوية للمنافسين بأن المنتخب السعودي قادم بقوة للمنافسة على اللقب. وفيما يتعلق بالقوانين التحكيمية الجديدة التي ستُطبق لأول مرة في البطولة، أبدى رينارد ترحيبه بها، معتبرًا إياها خطوة إيجابية نحو تطوير اللعبة. وقال: “من المهم أن نختبر أمورًا جديدة في كرة القدم، فالجميع يسعى إلى التطوير، وهذا سينعكس على مصلحة اللعبة وتطورها”. ويؤكد هذا التصريح على مرونة الجهاز الفني وقدرته على التكيف السريع مع المستجدات، وهو عامل حاسم في البطولات المجمعة.
