في انطلاقة قوية لمشواره في بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021، تمكن المنتخب السعودي الأول لكرة القدم من تحقيق فوز ثمين على نظيره العماني بنتيجة هدفين مقابل هدف، في المباراة التي جمعت الفريقين على أرضية ملعب المدينة التعليمية بالعاصمة القطرية الدوحة، وذلك ضمن منافسات الجولة الأولى من دور المجموعات.
السياق العام للبطولة وأهميتها
تأتي هذه البطولة في نسخة استثنائية، حيث تقام لأول مرة تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، وتعتبر بمثابة بروفة تشغيلية مصغرة لنهائيات كأس العالم 2022 التي استضافتها قطر. شهدت البطولة مشاركة واسعة من أقوى المنتخبات العربية، مما رفع من مستوى التنافس وأعطاها زخماً إعلامياً وجماهيرياً كبيراً. بالنسبة للمنتخب السعودي، الذي شارك بفريق رديف مطعم ببعض عناصر الخبرة، كانت البطولة فرصة مثالية لاختبار اللاعبين الشباب ومنحهم خبرة دولية قيمة، بالإضافة إلى الوقوف على جاهزية الصف الثاني من اللاعبين للمستقبل.
تفاصيل وأحداث المباراة
بدأ الشوط الأول بحذر من كلا الفريقين، حيث انحصر اللعب في وسط الملعب مع أفضلية نسبية للمنتخب السعودي في الاستحواذ. أضاع الأخضر فرصة مبكرة للتسجيل عندما ارتقى سالم الدوسري لعرضية متقنة ولعبها برأسه بجوار القائم في الدقيقة (6). رد المنتخب العماني بمحاولة خطيرة من ركلة حرة مباشرة سددها علي البوسعيدي مرت بسلام على مرمى الحارس نواف العقيدي (16). وقبل نهاية الشوط، أنقذ العقيدي مرماه من هدف محقق بتصديه لتسديدة قوية من ناصر الرواحي (44)، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
في الشوط الثاني، ارتفع نسق المباراة بشكل ملحوظ. واصل الحارس نواف العقيدي تألقه وأنقذ مرماه من فرصة خطيرة في الدقيقة (48). ومن هجمة سعودية منسقة، أرسل سالم الدوسري كرة عرضية نموذجية ارتقى لها المهاجم فراس البريكان ووضعها برأسه ببراعة في الشباك العمانية، معلناً عن الهدف الأول للأخضر في الدقيقة (55). لم يتأخر الرد العماني طويلاً، فمن ركلة ركنية، نجح غانم الحبشي في إدراك هدف التعادل لمنتخب بلاده برأسية قوية في الدقيقة (70). لكن الكلمة الأخيرة كانت للمنتخب السعودي، فبعد تغييرات فنية أجراها المدرب، تمكن البديل صالح الشهري من حسم اللقاء بهدف ثانٍ في الدقيقة (77) بعد متابعته لعرضية أخرى من المتألق سالم الدوسري، ليمنح الأخضر ثلاث نقاط غالية في بداية مشواره.
أهمية الفوز وتأثيره
هذا الانتصار يمثل دفعة معنوية كبيرة للمنتخب السعودي في بداية البطولة، ويضعه في مركز جيد للمنافسة على إحدى بطاقتي التأهل عن المجموعة. كما يبرز الفوز أهمية البدلاء الجاهزين وقدرتهم على صناعة الفارق، وهو ما تحقق بدخول صالح الشهري وتسجيله هدف الحسم. على الصعيد الإقليمي، دائماً ما تحظى المواجهات الخليجية-الخليجية بأهمية خاصة، وهذا الفوز يعزز من ثقة اللاعبين قبل المواجهات المقبلة. أما بالنسبة للمنتخب العماني، فرغم الخسارة، قدم الفريق أداءً قوياً وأثبت أنه لن يكون منافساً سهلاً في المجموعة.
