في كشف مثير لكواليس التحضيرات المبكرة للمحفل العالمي المرتقب، أماط أسطورة الكرة السعودية ونجم نادي الهلال المعتزل، سامي الجابر، اللثام عن تفاصيل الحوار الجانبي الذي دار بين المدير الفني للمنتخب السعودي، الفرنسي هيرفي رينارد، ونظيره الكرواتي زلاتكو داليتش. جاء ذلك على هامش مراسم قرعة كأس العالم 2026 التي احتضنها مركز "جون كيندي" في العاصمة الأمريكية واشنطن، وسط حضور دولي رفيع المستوى تقدمه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ولفيف من أساطير اللعبة.
تفاصيل الاجتماع الفني في واشنطن
أوضح الجابر، خلال حديثه التلفزيوني عبر برنامج "نادينا" على شاشة MBC، أن اللقاء بين المدربين لم يكن مجرد مجاملة بروتوكولية، بل حمل طابعاً فنياً بحتاً. حيث ناقش الطرفان إمكانية ترتيب مباراة ودية دولية تجمع "الأخضر" السعودي بمنتخب كرواتيا، وصيف مونديال 2018 وثالث مونديال 2022. وتأتي هذه الخطوة برغبة مشتركة، لا سيما من جانب رينارد الذي يسعى لتجهيز لاعبيه عبر الاحتكاك بالمدارس الكروية العليا قبل الدخول في معترك المنافسات الرسمية.
قراءة فنية لمجموعة "الموت"
تكتسب هذه المباراة الودية المقترحة أهمية قصوى بالنظر إلى نتائج القرعة التي وضعت المنتخب السعودي في اختبار صعب للغاية ضمن مجموعة نارية تضم المنتخب الإسباني (بطل أوروبا والعالم سابقاً)، ومنتخب أوروجواي العنيد، بالإضافة إلى منتخب الرأس الأخضر المتطور. وأشار الجابر إلى أن رينارد يرى في المنتخب الكرواتي النموذج الأمثل للمحاكاة الفنية؛ فهو يمتلك الجودة الفنية والتكتيكية القريبة من المدرسة الإسبانية، وفي الوقت ذاته يتمتع بالصلابة البدنية والروح القتالية التي تميز منتخب أوروجواي، مما يجعله الاختبار الأنسب لقياس جاهزية الصقور الخضر.
دلالات عودة رينارد وتأثير إنفانتينو
وفي سياق متصل، تطرق الجابر إلى الدور المحوري الذي لعبه جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، في ضمان تواجد رينارد خلال مراسم القرعة، مشيراً إلى أن إنفانتينو أصر على حضور المدرب الفرنسي نظراً لخبرته العريضة، حيث يستعد لخوض كأس العالم للمرة الثالثة في مسيرته التدريبية. وقد استجاب الاتحاد السعودي لكرة القدم لهذا الطلب، مما يعكس الثقة الكبيرة التي يحظى بها رينارد في الأوساط الدولية والمحلية.
مونديال 2026: حقبة جديدة لكرة القدم
جدير بالذكر أن كأس العالم 2026 يمثل نقطة تحول تاريخية في مسيرة البطولة الأغلى عالمياً، حيث تقام لأول مرة بتنظيم مشترك بين ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، والمكسيك. كما تشهد البطولة توسعاً غير مسبوق بمشاركة 48 منتخباً بدلاً من 32، مما يزيد من حدة المنافسة وتنوع المدارس الكروية. ويسعى المنتخب السعودي، متسلحاً بذكريات فوزه التاريخي على الأرجنتين في النسخة الماضية، إلى تجاوز دور المجموعات وتقديم صورة مشرفة تعكس تطور الرياضة في المملكة، خاصة في ظل الدعم الكبير الذي يشهده القطاع الرياضي.
