محاكمة سعد لمجرد الجديدة في فرنسا: تفاصيل وتاريخ الاتهامات

يعود الفنان المغربي الشهير، سعد لمجرد، ليقف مرة أخرى أمام القضاء الفرنسي، حيث تنطلق يوم الاثنين محاكمته في قضية جديدة بتهمة الاغتصاب، مما يضيف فصلاً جديداً إلى سجله الحافل بالنزاعات القضائية المتعلقة بالاعتداءات الجنسية. وتتعلق هذه المحاكمة بواقعة تعود إلى أغسطس 2018 في منتجع سان تروبيه الساحلي بجنوب فرنسا، حيث تتهمه نادلة موسمية باغتصابها، وهي تهمة ينفيها لمجرد بشكل قاطع، مؤكداً أن العلاقة كانت رضائية.

ومن المقرر أن تبدأ جلسات المحاكمة أمام محكمة جنايات دراغينيان، ومن المتوقع أن يصدر الحكم النهائي بحلول يوم الخميس. ويمثل لمجرد، البالغ من العمر 40 عاماً، أمام المحكمة وهو طليق، في قضية أثارت اهتمام الرأي العام العربي والدولي نظراً للشهرة الواسعة التي يتمتع بها الفنان.

السياق العام والخلفية التاريخية للقضايا

هذه المحاكمة ليست الحدث القضائي الأول في مسيرة سعد لمجرد. فقد واجه الفنان، الذي حقق نجاحاً كاسحاً بأغنيته “لمعلم” التي حطمت الأرقام القياسية على يوتيوب، سلسلة من الاتهامات المماثلة على مدى العقد الماضي. ففي فبراير 2023، أصدرت محكمة الجنايات في باريس حكماً بسجنه لمدة ست سنوات بتهمة اغتصاب وضرب شابة فرنسية تدعى لورا بريول في غرفة فندق فخم بالعاصمة الفرنسية عام 2016. ورغم أن لمجرد استأنف الحكم ولا يزال يؤكد براءته، إلا أن هذه الإدانة شكلت سابقة قضائية هامة في مسيرته.

وتعود جذور مشاكله القضائية إلى عام 2010 في الولايات المتحدة، حيث اتُهم في قضية اغتصاب، لكن الملاحقات أُسقطت لاحقاً بعد التوصل إلى تسوية مالية مع الضحية. كما وُجهت إليه تهمة أخرى في الدار البيضاء عام 2015 من قبل شابة فرنسية مغربية، لكن القضية لم تصل إلى خواتيمها.

تفاصيل قضية سان تروبيه

وفقاً لإفادة المدعية في القضية الحالية، التي كانت تعمل نادلة في سان تروبيه، فقد التقت بلمجرد في ملهى ليلي ووافقت على مرافقته إلى فندقه لتناول مشروب. وأضافت في روايتها للمحققين أنه بمجرد وصولهما إلى غرفته، حاول تقبيلها بالقوة ثم قام بتجريدها من ملابسها واغتصابها. في المقابل، يصر لمجرد وفريق دفاعه على أن ما حدث كان بالتراضي بين الطرفين. وقد صرح محامي المدعية، دومينيك لاردان، بأن موكلته تنتظر “بثقة الاعتراف بها كضحية” بعد “ليلة من الرعب وسبع سنوات من الانتظار والمعاناة”.

الأهمية والتأثير المتوقع

تكتسب هذه المحاكمة أهمية خاصة كونها تأتي بعد إدانته في قضية باريس، مما يعزز نمط الاتهامات الموجهة ضده. وقد أدت هذه القضايا المتتالية إلى انقسام حاد في الرأي العام العربي بين فريق يدافع عنه ويعتبره ضحية مؤامرة، وفريق آخر يطالب بمحاسبته ويدعم الضحايا المزعومات، خاصة في ظل تنامي حركة “#MeToo” عالمياً. وسيكون للحكم الذي سيصدر في نهاية الأسبوع تأثير كبير على مستقبل سعد لمجرد الفني، وعلى صورته العامة التي اهتزت بشدة، كما أنه سيعيد تسليط الضوء على قضايا العنف الجنسي ومساءلة المشاهير في العالم العربي.