في تصعيد جديد للهجمات على البنية التحتية الحيوية، شنت القوات الروسية سلسلة من الغارات الجوية والصاروخية المكثفة بين ليل الجمعة وصباح السبت، مستهدفة العاصمة الأوكرانية ومناطق أخرى. وأعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية أن هذه الهجمات أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 600 ألف مدني، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
ووفقًا للبيان الرسمي الصادر عن الوزارة، تركزت الأضرار بشكل كبير في العاصمة، حيث “أصبح أكثر من 500 ألف شخص في مدينة كييف، وأكثر من 100 ألف في منطقة كييف المحيطة بها، بدون كهرباء”. كما طالت الهجمات مدينة خاركيف في شمال شرق البلاد، مما تسبب في انقطاع الخدمة عن حوالي ثمانية آلاف شخص. وتعمل فرق الطوارئ وإصلاح الشبكات على مدار الساعة لإعادة التيار الكهربائي في أسرع وقت ممكن، لكن حجم الدمار يشكل تحديًا كبيرًا.
سياق استهداف البنية التحتية للطاقة
تأتي هذه الضربات ضمن استراتيجية روسية ممنهجة ومستمرة منذ بداية الغزو الشامل في فبراير 2022، تهدف إلى شل قدرة أوكرانيا على الصمود من خلال تدمير بنيتها التحتية للطاقة. وقد شهدت أوكرانيا موجات هجومية مماثلة، خاصة خلال فصلي الخريف والشتاء، حيث تسعى روسيا إلى استخدام “سلاح الشتاء” عبر حرمان المدنيين من التدفئة والكهرباء في أقصى الظروف الجوية برودة. ويهدف هذا التكتيك إلى كسر الروح المعنوية للشعب الأوكراني والضغط على الحكومة لتقديم تنازلات سياسية.
الأهمية والتأثيرات المتوقعة
على الصعيد المحلي، يتجاوز تأثير هذه الهجمات مجرد انقطاع الإضاءة، فهو يعطل كافة جوانب الحياة اليومية. تتوقف إمدادات المياه التي تعتمد على المضخات الكهربائية، وتتأثر شبكات الاتصالات والإنترنت، وتواجه المستشفيات والمرافق الطبية صعوبات في تشغيل الأجهزة الحيوية، معتمدة على مولدات الطوارئ ذات القدرة المحدودة. كما يتسبب انقطاع الكهرباء في خسائر اقتصادية فادحة، حيث تتوقف المصانع والشركات عن العمل.
أما على الصعيدين الإقليمي والدولي، فإن هذه الهجمات تسلط الضوء مجددًا على الحاجة الماسة لأوكرانيا إلى أنظمة دفاع جوي متطورة وقادرة على اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية. وتستمر كييف في مناشدة حلفائها الغربيين لتزويدها بالمزيد من أنظمة باتريوت وغيرها من البطاريات الدفاعية لحماية مدنها ومرافقها الحيوية. كما تثير هذه الهجمات إدانات دولية واسعة، حيث يعتبر استهداف البنية التحتية المدنية بشكل متعمد انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي وقد يرقى إلى مستوى جرائم الحرب.