في قرار وصف بـ”التاريخي”، أعلن الاتحاد الدولي للجودو (IJF) عن رفع صفة “الرياضيين المحايدين” عن اللاعبين الروس، والسماح لهم بالمشاركة في المنافسات الدولية تحت علم بلادهم وعزف نشيدهم الوطني. ويأتي هذا التحول الكبير، الذي سيبدأ تطبيقه اعتباراً من بطولة غراند سلام أبوظبي 2025، لينهي فترة من القيود فُرضت على الرياضة الروسية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
خلفية القرار وسياق العقوبات الرياضية
منذ بدء الصراع في أوكرانيا، واجهت روسيا وحليفتها بيلاروس عزلة رياضية واسعة النطاق. بناءً على توصيات اللجنة الأولمبية الدولية، قامت معظم الاتحادات الرياضية الدولية بفرض حظر شامل على مشاركة رياضيي البلدين. ومع مرور الوقت، تحولت هذه التوصيات إلى السماح بالمشاركة بصفة “رياضي محايد فردي”، أي دون رفع العلم أو عزف النشيد الوطني، مع شروط صارمة تمنع أي رياضي يدعم الحرب أو ينتمي للمؤسسات العسكرية والأمنية من المنافسة. وكان الاتحاد الدولي للجودو من أوائل الاتحادات التي طبقت نظام الرياضيين المحايدين في عام 2023، مما أثار جدلاً واسعاً ودفع أوكرانيا لمقاطعة البطولات التي يشارك فيها الروس والبيلاروس.
أهمية القرار وتأثيره المتوقع
تكتسب هذه الخطوة أهمية خاصة نظراً للمكانة التي تحظى بها رياضة الجودو في روسيا، فهي تعتبر “رياضة رئاسية” لكونها اللعبة المفضلة للرئيس فلاديمير بوتين، الذي يحمل الحزام الأسود فيها. وقد رحب الاتحاد الروسي للجودو ووزارة الرياضة الروسية بالقرار بحفاوة بالغة. وقال سيرغي سولوفيتشيك، رئيس الاتحاد الروسي: “نحن سعداء بأن اتحاد الجودو الدولي كان السبّاق في اتخاذ هذا القرار التاريخي”.
على الصعيد الدولي، قد يمثل قرار الاتحاد الدولي للجودو سابقة تشجع اتحادات رياضية أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة، مما قد يؤدي إلى إعادة دمج الرياضة الروسية بشكل كامل في الساحة العالمية. وبرر الاتحاد قراره بأنه يأتي في سياق “التطورات الأخيرة”، بما في ذلك إعادة التمثيل الوطني الكامل للرياضيين البيلاروسيين، معتبراً أنه من المنطقي تطبيق شروط متساوية على روسيا. وأضاف البيان: “تاريخياً، كانت روسيا من الدول الرائدة في عالم الجودو، ومن المتوقّع أن تُثري عودتهم الكاملة مستوى المنافسة في جميع المستويات”.
ردود الفعل والانقسام في العالم الرياضي
من المتوقع أن يثير هذا القرار ردود فعل متباينة. فبينما تراه روسيا انتصاراً دبلوماسياً ورياضياً، من المرجح أن تعتبره أوكرانيا وحلفاؤها خطوة تتجاهل استمرار الصراع. وقد أدت القرارات السابقة بإعادة الرياضيين المحايدين إلى مقاطعة أوكرانية للبطولات، ومن الممكن أن يتكرر هذا الموقف أو يتصاعد. ويُظهر هذا التطور الانقسام العميق داخل الحركة الأولمبية حول كيفية التعامل مع التداعيات السياسية للنزاعات الدولية، وهو ما يضع ضغطاً إضافياً على اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الأخرى قبل الدورات الأولمبية المستقبلية.
