روسيا تغلق آخر قنصلية بولندية: تصعيد دبلوماسي جديد

روسيا تعلن إغلاق القنصلية البولندية في إيركوتسك رداً على إغلاق قنصليتها في غدانسك. تعرف على تفاصيل الأزمة الدبلوماسية واتهامات التخريب المتبادلة.
نوفمبر 27, 2025
8 mins read
روسيا تغلق آخر قنصلية بولندية: تصعيد دبلوماسي جديد

في خطوة تعكس وصول العلاقات الدبلوماسية بين موسكو ووارسو إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، يوم الخميس، عن قرارها بإغلاق القنصلية العامة البولندية في مدينة إيركوتسك بمنطقة سيبيريا. ويأتي هذا القرار كإجراء انتقامي مباشر رداً على خطوة مماثلة اتخذتها السلطات البولندية الأسبوع الماضي بإغلاق القنصلية الروسية في مدينة غدانسك.

تفاصيل القرار الروسي والرد بالمثل

أوضحت الخارجية الروسية أنها أبلغت السفير البولندي رسمياً بضرورة إغلاق القنصلية بحلول نهاية العام الجاري. وصفت موسكو القرار البولندي السابق بأنه “إجراء عدائي صريح وغير مبرر”، مشيرة إلى أن وارسو سحبت موافقتها على عمل القنصلية الروسية في غدانسك بناءً على ما وصفته روسيا بـ “ذرائع واهية”. وبهذا القرار، يتقلص التمثيل الدبلوماسي بين البلدين الجارين إلى حده الأدنى، حيث لم يتبقَ سوى السفارة الروسية في وارسو والسفارة البولندية في موسكو لإدارة الشؤون الدبلوماسية المعقدة.

خلفيات الأزمة: اتهامات بالتخريب والتجسس

لم يأتِ هذا التصعيد من فراغ، بل هو نتاج سلسلة من التوترات المتراكمة. فقد بررت بولندا قرارها بإغلاق القنصلية الروسية في غدانسك بوجود أدلة تشير إلى تورط موسكو في عمليات تخريب داخل الأراضي البولندية. وتتهم وارسو الكرملين بالوقوف وراء محاولات لتخريب البنية التحتية الحيوية، وتحديداً خطوط السكك الحديدية التي تربط بين لوبلين ووارسو، والتي تُعد شرياناً رئيسياً لنقل المساعدات العسكرية والإنسانية والركاب إلى أوكرانيا المجاورة.

وتشتبه السلطات البولندية في أن روسيا جندت عملاء، بما في ذلك مواطنين أوكرانيين، لتنفيذ هذه العمليات التخريبية بهدف تعطيل سلاسل الإمداد الغربية لكييف. وتعتبر غدانسك موقعاً استراتيجياً حساساً نظراً لمينائها وقربها من خطوط النقل الحيوية، مما جعل الوجود الدبلوماسي الروسي فيها محط شكوك أمنية لدى الجانب البولندي.

تداعيات تقليص التمثيل الدبلوماسي

يحمل الإبقاء على السفارات فقط دلالات سياسية عميقة، حيث يشير إلى أن العلاقات بين البلدين باتت في حالة “جمود تام” وتقتصر على القنوات الرسمية الضرورية جداً. يؤثر إغلاق القنصليات بشكل مباشر على المواطنين في كلا البلدين، حيث تتعقد إجراءات استخراج التأشيرات، وتوثيق المستندات، وتقديم الخدمات القنصلية للرعايا، مما يزيد من العزلة الشعبية بين الروس والبولنديين.

السياق الإقليمي والدولي

تكتسب هذه الأزمة أهمية خاصة نظراً لموقع بولندا الجيوسياسي كعضو فاعل في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي. منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، تحولت بولندا إلى رأس الحربة في الجهود الأوروبية لدعم كييف، سواء عبر استقبال ملايين اللاجئين أو تحولها لمركز لوجستي لنقل الأسلحة الغربية. هذا الدور المحوري جعل وارسو هدفاً رئيسياً لما يسمى بـ “الحرب الهجينة” التي تشنها روسيا، والتي تشمل الهجمات السيبرانية، والتضليل الإعلامي، ومحاولات التخريب المادي، مما يجعل استعادة العلاقات الطبيعية أمراً مستبعداً في المدى المنظور.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Previous Story

رسالة نجوم الأهلي للجماهير قبل مباراة القادسية بكأس الملك

روسيا تطلق سويوز إم إس-28 إلى محطة الفضاء الدولية (242 يوماً)
Next Story

روسيا تطلق سويوز إم إس-28 إلى محطة الفضاء الدولية (242 يوماً)

Latest from اخبار عالمية

أذهب إلىالأعلى