أعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم الاثنين عن سيطرة قواتها الكاملة على مدينة بوكروفسك (التي تعرف بالاسم الروسي كراسنوارميسك) في شرق أوكرانيا، في تطور ميداني يعد من الأهم منذ السيطرة على مدينة أفدييفكا في فبراير الماضي. ويأتي هذا الإعلان ليؤكد التقدم الذي تحرزه القوات الروسية في منطقة دونيتسك، مستغلة تفوقها في القوة النارية ونقص الذخيرة لدى القوات الأوكرانية.
الأهمية الاستراتيجية لمدينة بوكروفسك
تكتسب السيطرة على بوكروفسك أهمية استراتيجية بالغة، حيث كانت المدينة تعتبر مركزاً لوجستياً وعسكرياً حيوياً للقوات الأوكرانية في هذا الجزء من الجبهة. فهي تمثل عقدة مواصلات رئيسية تضم خطوط سكك حديدية وطرقاً برية كانت تستخدم لنقل الإمدادات والتعزيزات والذخائر للقوات الأوكرانية المتمركزة في دونيتسك. وبفقدانها، تواجه كييف تحدياً كبيراً في الحفاظ على خطوطها الدفاعية المتبقية في المنطقة، كما يفتح سقوطها الطريق أمام القوات الروسية للتقدم غرباً نحو مدن رئيسية أخرى في الإقليم.
سياق الهجوم والخلفية التاريخية
يأتي هذا التقدم في إطار هجوم روسي أوسع نطاقاً بدأ بعد سقوط مدينة أفدييفكا، حيث كثفت موسكو من ضغطها على طول الجبهة الشرقية. وتعد منطقة دونباس، التي تضم مقاطعتي دونيتسك ولوهانسك، محور الصراع منذ عام 2014، وشهدت أعنف المعارك منذ بدء الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022. تهدف روسيا إلى السيطرة الكاملة على هذه المنطقة التي أعلنت ضمها بشكل غير قانوني. السيطرة على بوكروفسك تعد خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف، حيث تضع القوات الروسية على بعد كيلومترات قليلة من طرق إمداد رئيسية أخرى للجيش الأوكراني.
التأثيرات المحتملة والتداعيات الدولية
على الصعيد المحلي، يمثل سقوط بوكروفسك ضربة معنوية ومادية للجيش الأوكراني، ويزيد من الضغط على القيادة العسكرية والسياسية في كييف. أما إقليمياً ودولياً، فيؤكد هذا التطور على الزخم الذي اكتسبته روسيا في ساحة المعركة، ويسلط الضوء على حاجة أوكرانيا الماسة لتسريع وصول المساعدات العسكرية الغربية، خاصة أنظمة الدفاع الجوي والمدفعية. ويتزامن الإعلان الروسي مع جهود دبلوماسية دولية لبحث سبل السلام، مما قد يُفسر على أنه رسالة من الكرملين بأن الحقائق على الأرض هي التي ستحدد في النهاية أي تسوية سياسية مستقبلية للصراع. كما أشار الكرملين إلى أن رئيس الأركان فاليري غيراسيموف أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين بالسيطرة على بوكروفسك وبلدة فوفشانسك في شمال شرق البلاد، مما يعكس الأهمية التي توليها موسكو لهذه المكاسب الميدانية.